لكل السوريين

قلق وتخوفات من ظهور قناديل البحر على الساحل السوري

تقرير/ سلاف العلي

تداولت مؤخرا صفحات التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات تبين أعدادا كبيرة من قناديل البحر على الشواطئ اللبنانية الملاصقة للسواحل السورية، الأمر الذي تخوّف منه الكثيرون، واعتبروه بشارة سيئة لموسم السباحة الذي سيعكر صفوها قنديل البحر.

إن ظهور قنديل البحر وبكثافة في المياه في هذه الفترة من السنة هو أمر طبيعي جدا، خاصة أنه موسم التكاثر له والذي يكون بين شهري حزيران وآب، في حين تبدأ القناديل بالتلاشي مع بداية أيلول، ومن الممكن أن يكون قد تم تصويرها خلال تجمعها في مكان معين أو داخل أحد الخلجان، أثناء عبورها على شكل موجة خاصة في هذه الفترة التي يكون فيها موسم التكاثر لقنديل البحر، حيث أن قناديل البحر تقوم الامواج بتحريكها وقذفها باتجاه الشواطئ، فقناديل البحر موجودة في المياه السورية وليست بظاهرة نادرة أو جديدة، ولكن ليس بالكثافة التي تم تصويرها وتداولها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وأن دورة حياة قنديل البحر قصيرة جدا إذ لا تتجاوز شهر ونصف كحد أقصى، أن كل قنديل بحر يتكاثر ليعطي 40 قنديلا، وأن السبب وراء ظهور قناديل البحر بكثافة غير اعتيادية ، هو التغيرات المناخية ودفء مياه البحر والظروف البيئية، حيث أن ظهور القناديل بكثافة، لا تشكل أي خطر على الثروة السمكية باعتبار أنها ظاهرة طبيعية، تعد لسعته واحدة من المشكلات الشائعة نسبيا بين من يسبحون في مياه البحر، حيث يمكن للمجسات الطويلة التي تخرج من جسم قنديل البحر أن تحقن الجسم بالسم من خلال آلاف الإبر المجهرية الشائكة، حيث تتفاوت لسعات قنديل البحر في حدتها تفاوتا كبيرا، وغالبا ما تؤدي إلى ألم واحمرار فوري وعلامات تهيج جلدي.

يذكر أن قناديل البحر هي كائنات بحرية من الرخويات تصنف من شعبة اللاسعات، شكلها عبارة عن قرص شفاف قوامه هلامي وله أطراف طويلة تدعى المجسات تحوب أكياساً خيطية تفرز مواداً سامة عند دفاعها عن نفسها والتقاط الطعام تفرزها عند التلامس مع أي جسم غريب، قد يحدث التلامس بين جسم الإنسان والخلايا اللاذعة لقنديل البحر عند السباحة أو عند المشي على الشاطئ، وقد يتسبب هذا التلامس بحقن السم في الكيسيات الخيطية في الجسم.

وبين رئيس منظومة الإسعاف والطوارئ ومسؤول قسم التسممات في مديرية صحة طرطوس: أن ظهور قناديل البحر في هذه الفترة من السنة أمر طبيعي باعتبار أنه موسم تكاثره، وأنه لا داعي للهلع والانجرار وراء التهويل المتداول عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولم تسجل حالات قبول خطيرة في المشافي خلال الأيام الماضية، لكنه أشار إلى مراجعة عدد من الأشخاص للمشافي جراء إصابتهم بلسعة قنديل البحر، وقد تم إعطاؤهم الإسعافات الأولية اللازمة وتخريجهم على الفور، إذ لم تكن هناك أي حالة خطرة أو متوسطة، بل كانت جميعها خفيفة، وبين أن العلامات والأعراض الناجمة عن لسعة القنديل هي ألم حارق وواخز ولاذع، وآثار حمراء أو بنية أو أرجوانية اللون على الجلد تكون ظاهرة مكان تلامس المجسات مع الجلد، إضافة إلى حكة، وتورم، وألم نابض ينتشر في الساق أو الذراع، وتختلف الأعراض والعلامات حسب نوع القنديل وحجمه، بالإضافة إلى عمر المصاب ووزنه، ومساحة الإصابة، ومدة التعرض للسع، وشدد على أنه يمنع المصاب بلسعة القنديل من استخدام الكحول الإيتيلي أو اليود، بل يتم استخدام الماء العذب لأنه يحرض انفراغ الكيس الخطي، والفرك بمنشفة أو بالرمل، استعمال ضمادات ضاغطة، وللوقاية من لسعة قناديل البحر، يجب الحفاظ بشكل كبير على نظافة الشواطئ، والانتباه إلى وجود قناديل البحر في أماكن السباحة أو على الشاطئ، وتتواجد قناديل البحر قرب شواطئنا في مثل هذا الوقت من كل عام، وهي ظاهرة طبيعية تستمر حتى نهاية الصيف ولا تدعو للخوف.

وأوضح الدكتور كمال قائلا: في حال التعرض للسعة قنديل بحر ينصح بالإسعاف الأولي وذلك عن طريق غمر المنطقة المصابة بمياه البحر، أو بالخل الممدد بنسبة 30% لمدة نصف ساعة، وارتداء قفازات مضاعفة والقيام بمسح المنطقة المصابة بشكل لطيف باستخدام قطعة قماش سميكة أو إسفنجة أو شاش لنزع المادة المؤذية العالقة على الجلد، وضرورة استشارة الطبيب لوصف العلاج اللازم من كريمات ومراهم وغيرها، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تتخذ في حال كانت الأذية خفيفة، أما في حال وجود أعراض وعلامات أذية شديدة مثل التقيؤ والدوخة والشحوب والاختلاج، شدد سعيد على ضرورة المحافظة على الطريق الهوائي سالكا ونقل المصاب إلى المشفى فورا، وحذر من عدم مسك أو لمس القناديل الميتة على الرمل والتي يمكن أن تسبب الأذية، لأن ذلك قد يؤدي للتماس مع المادة المؤذية في القنديل.

وأكدت الدكتورة عليا قائلة: انه بالإمكان معالجة الإصابات الخفيفة الناتجة عن لسعات قناديل البحر من خلال غمر المنطقة المصابة بمياه البحر المالحة أو بمحلول مياه يحتوي على الخل بنسبة 30% وذلك لمدة نصف ساعة، ليستخدم المسعف بعدها قطعة قماش أو اسفنجة مع ارتداء قفازات سميكة، ليقوم بمسح المنطقة المصابة بهدف نزع الجسيمات السامة العالقة في الجلد، أما في حال كان لدى المصاب أعراض أخرى كخفقان القلب أو الغثيان أو اختلاجات، فيجب تطبيق قطعة قماش سميك مبللة بمياه البحر على المنطقة المصابة ونقله إلى المشفى لتتم معالجته هناك، كما نحذر من ملامسة القناديل الموجودة على الشاطئ فهي تسبب الأذى ذاته، وتجنب أذية السلاحف البحرية فهي من الحيوانات التي تتغذى على قناديل البحر.