لكل السوريين

غياب أي معالجة صحيحة لقصة صناعة وأسعار الألبان والأجبان في اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي 

ارتفعت أسعار الألبان والأجبان في محافظة اللاذقية وريفها، ليصبح كيلو الحليب من أرض المزارع 1800 ليرة، وألفي ليرة للمستهلك، وسعر كيلو الجبنة البلدية 13 ألف ليرة ومقابل 19 ألفا للمبسترة، واللبنة بـ 9 آلاف ليرة وعبوة اللبن (800 غرام) بسعر 2200 ليرة.

ويرجح ان أحد اسباب الارتفاع مجددا يعود لزيادة الطلب على الألبان والأجبان خلال الفترة الحالية حيث ارتفع بنسبة تقارب 35 بالمئة، وسببها التخوف من قبل نسبة من المواطنين من ارتفاع أسعارها وقلة توفرها خلال شهر رمضان لذا ازداد الطلب عليها.

واستنادا الى معلومات مباشرة وموثقة من جمعية المواد الغذائية للألبان والأجبان، الذين أكدوا على أن هذه الأسعار غير مرضية للحرفيين والمنتجين معا، ولا تعادل تكاليف الإنتاج، ما يجعل الحرفيين خاسرين في الوقت الحالي.

وعلى سبيل التذكير فأن مشكلة تأمين الغاز الصناعي بالسعر الحر خارج البطاقة الذكية هي أكبر مشاكل الحرفيين، إذ يضطر الحرفيون منذ فترة لشراء الأسطوانة بأسعار خيالية تتجاوز 100 ألف ليرة، ليحمل سعرها على باقي المواد المنتجة حتى لا تكون خسارته كبيرة وعلى الأقل بما يوازي التكاليف.

ومنذ نهاية شهر أيار 2021 تم التوجه الى وزارة النفط والثروة المعدنية، بالطلب من اجل استخراج بطاقات ذكية خاصة بالحرفيين بموجب الشهادة الحرفية، ليتمكنوا من شراء أسطوانات الغاز بالسعر الحر نحو 50 ألف ليرة للأسطوانة وفق السعر الرسمي، وتمت الموافقة، ولكن لم يتم الأمر، بعد التذرع بحجج مختلفة وتوزيع مسؤوليات الاعاقات ما بين شركة المحروقات ومؤسسة تكامل، وكل منها ترمي الأمر على الأخرى، ليبقى الحرفي الخاسر نتيجة تكبده أعباء مالية كبيرة.

ومن جديد، في كانون الثاني 2022 , تم التقدم بطلبات لمحافظة اللاذقية، والى لجنة المحروقات، وتمت الموافقة أيضا لاستخراج البطاقات لنحو 700 حرفي بالاتحاد، ويستفيد منهم 200 من جمعية الألبان والأجبان، إلا أنه لم تتم الاستجابة بالحصول على البطاقات من أي جهة، لكنهم اعادوا الكرة، واوقعوهم في دوامة الروتين ووضع المسؤوليات على الجهات الحكومية المختلفة بالمحافظة، ولازالت الأمور هكذا منذ أكثر من سنة وحتى اليوم وبالمعاناة نفسها التي تزداد يوميا مع ارتفاع الأسعار في السوق السوداء.

يشار الى أن ارتفاع مستلزمات الإنتاج بات كبيرا جدا ، حيث أن تكلفة كيلو الحليب من أرض المزارع 1800 ليرة يضاف إليها 200 ليرة أجور نقل لكل كيلو , إذ يقوم الحلاب الوسيط بنقل المادة من القرى إلى المدينة بطلب 200 ليرة على كل كيلو، ليصل إلى الحرفي بسعر ألفي ليرة من دون احتساب تكاليف أكياس النايلون, حيث ان سعر ربطة النايلون بين 9000 الى 10000ليرة للكيلو الواحد, وان سعر علبة البلاستيك مع الغطاء والتي تتسع لكيلو اللبن اصبح سعرها يتراوح بين ال 160 الى 180 ليرة، يضاف الى ذلك , مصاريف أخرى تتعلق بالضرائب والفواتير الخدمية  من مياه وكهرباء وأجور للمحلات والأيادي العاملة.

وحسب أراء الكثيرين من الحرفيين والمنتجين، فأن الأسعار يجب أن تزيد على الاسعار الحالية بنسبة تتراوح بين 5 – 7 بالمئة لجميع أنواع الألبان والأجبان لتكون معتدلة وعادلة ومرضية للجميع، إذ إن ارتفاع الأسعار يطول الجميع في حال توافر هذه المواد، وبالأخير ان من يدفع الثمن هو المواطن المعتر، وكان اللـه في عون المواطن.

ونشير، ووفقا للمعلومات المتداولة، فهنالك حوالي ال 60 حرفيا، قاموا بإغلاق منشآتهم الخاصة بإنتاج الألبان والأجبان، ما يشكل نسبة 20 بالمئة من إجمالي الحرفيين باللاذقية، وذلك بسبب عدم قدرتهم على الإنتاج في ظل عدم توافر مستلزمات الإنتاج وعلى رأسها الغاز الذي يحتاجه الحرفي بشكل يومي، وبأسعار مقبولة غير أسعار السوق السوداء الجهنمية والمتوفرة دائما، ليبقى منتجا لجميع أنواع الألبان والأجبان.

ونشير الى أن نسبة من مربي الأبقار يلجؤون حاليا لإطعام أبقارهم خبزا يابسا بدلا من الأعلاف بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير في السوق السوداء، وخاصة بعد قيام الحكومة برفع الدعم عن مربي الأبقار أصبح تجار الأعلاف يتلاعبون بأسعارها في السوق.

وسابقا كانت مديرية الزراعة تزود مربي الأبقار بمخصصاتهم من الأعلاف لكنها توقفت عن ذلك منذ أكثر من ثلاثة أشهر لذا يضطر المربون لشرائها بأسعار مرتفعة من السوق السوداء.

ووفقا لبيانات إعلامية صريحة، فان المكتب التنفيذي المختص بقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة اللاذقية، قام بتحديد أسعار الألبان والأجبان في أسواق المحافظة، وفق الأرقام المذكورة بداية المادة.

وتم تكليف أصحاب العلاقة الإعلان عن الأسعار المحددة بالشكل الواضح وفي مكان ظاهر والالتزام بها أصولا، وانه سيتم معاقبة المخالفين بالعقوبات المنصوص عليها بالمرسوم رقم 8 لعام 2021.