لكل السوريين

بعد وفاة الرئيس الغامضة.. صدمة وارتباك إعلامي في إيران وتشكيل لجنة لإدارة المرحلة المقبلة

اتشحت إيران بالسواد لخمسة أيام بعد رحيل إبراهيم رئيسي إثر تحطم مروحيته، وسط مشاعر حزن عبّر عنها أنصاره في الساحات العامة.

وأوعز قائد الأركان الإيراني بفتح تحقيق في ملابسات تحطم المروحية في محافظة أذربيجان.

وأعلن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن النائب الأول للرئيس محمد مخبر، أصبح مسؤولاً عن السلطة التنفيذية.

حيث تنص المادة 131 من الدستور الإيراني على أنه “في حال وفاة رئيس الجمهورية أو عزله أو استقالته أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حالة انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة وجود بعض العقبات أو لأمور أخرى من هذا القبيل، يتولى النائب الأول للرئيس أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتّع بصلاحياته بموافقة قائد الثورة الإسلامية”.

كما أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، تشكيل اللجنة التي ستدير المرحلة المقبلة في إيران، وأشار إلى أن هيئة مؤلفة من رئيس السلطة القضائية ورئيس السلطة التشريعية والنائب الأول للرئيس ملزمة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية خلال خمسين يوماً.

وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن اجتماع الحكومة الطارئ اختار نائب وزير الخارجية علي باقري لتولي مهام وزير الخارجية، خلفاً للوزير حسين أمير عبد اللهيان الذي لقي مصرعه في حادث المروحية.

ارتباك إعلامي

أربك حادث سقوط المروحية الغامض الذي قتل فيه الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، الإعلام الإيراني، ووصفه بـ”هبوط صعب” للمروحية الرئاسية، وكان ينشر تارة خبر العثور على حطام المروحية ثم يحذفه خلال دقائق، أو يكذّب الخبر على لسان مسؤول أو مصدر مطلع.

وبثت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عبر شبكاتها الإعلامية المتعددة معلومات وبيانات عن الحادث تهم الإعلام الأجنبي، وخاصة باللغتين العربية والإنجليزية.

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية مهتمة بتغطية كلمة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بعد الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن القومي الذي عقد إثر الحادث، حيث حملت كلمته الكثير من الدلالات لمتابعي الشأن الإيراني.

ووفق ما نشره الإعلام الرسمي، دعا خامنئي الشعب الإيراني إلى عدم القلق في أعقاب الحادث، وأكد على أنه “لن يكون هناك أي اضطراب في عمل البلاد”.

وفسرت بعض الأوساط السياسية الإيرانية دعوة خامنئي على أنها إيعاز للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة للاستعداد التام لمواجهة أي طارئ، والتأكيد على أن الأمور تحت السيطرة.

وحرص الإعلام الفارسي الرسمي على إظهار حالة التماسك والوحدة بين التيارات السياسية المتنافسة في البلاد.

صدمة وتساؤلات

بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، برزت عدة تساؤلات حول تأثير غياب الرجلين المفاجئ على الشأن الداخلي الإيراني والوضع السياسي والأمني في إيران والمنطقة.

وفي أول تعليق له على الحادث أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن “شؤون الدولة لن تتأثر”، ودعا الإيرانيين إلى عدم القلق.

ورغم أن إيران مرت بأزمات عديدة خلال عقود من الحصار الدولي، فإنها لم تختبر بمثل هذه الضربة القوية وحالة الصدمة التي عاشها النظام السياسي الإيراني بسببها.

ويرى مراقبون أن إيران مرّت بحوادث مشابهة، وكانت قادرة على التعامل معها، وهي قادرة على التعامل مع هذا الحدث، ولكنهم لا يقللون من أهمية غياب الرئيس ووزير الخارجية من المشهد السياسي الإيراني والإقليمي في مثل هذه الظروف المعقدة.

حيث خط الرجلان على الصعيد الداخلي والخارجي مساراً مختلفاً عن الفترة التي سبقت، تجلّى في عدة محاور سياسية واقتصادية، كان أهمها مواجهة تأثير العقوبات والحصار الدولي على إيران، حيث وسعت حكومة رئيسي علاقاتها داخل المنطقة وخارجها، عبر ما سمته “النظر شرقاً” و”الجيران أولاً”.

ونجم عن تلك السياسة إعادة العلاقات مع دول الجوار وفي مقدمتها السعودية في آذار 2023 بعد قطيعة استمرت لسبع سنوات.

كما قامت طهران بتحسين العلاقات مع دول عربية أخرى كمصر والكويت والإمارات، إلى جانب جمهوريات آسيا الوسطى وباكستان وإندونيسيا وغيرها، مما جعلها تبدو أقل عزلة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

وجاءت وفاة الرئيس الغامضة في وقت كانت حكومته تدير مسارات صعبة تتعلق بالمفاوضات مع الولايات المتحدة والدول الغربية بشأن الملف النووي، إضافة إلى مسألة خفض التصعيد بالمنطقة، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

يذكر أن الرئيس الإيراني كان الأوفر حظاً لخلافة المرشد الأعلى آية الله خامنئي الذي يبلغ من العمر 85 عاماً.

ولم ينكر رئيسي الشائعات حول تطلعاته إلى أن يصبح المرشد الأعلى المقبل، وكانت الروايات تقول إن المرشح المفضل لعلي خامنئي قد يكون إما ابنه مجتبى، أو الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.