لكل السوريين

تجارة الكهرباء.. وسيلة لامتصاص آخر ما في جيوب المواطنين

تقرير/ أ ـ ن

مع ازدياد ساعات قطع الكهرباء في طرطوس وريفها، توجه الكثير من المواطنين إلى تركيب ألواح الطاقة الشمسية لإنارة منازلهم والتخلص من حالة الظلام المفروضة، وفي سبيل هذا التوجه، قدمت الحكومة قروضا من دون فوائد لتركيب الطاقة الشمسية، تتراوح قيمتها بين 20 و35 مليون ليرة سورية، بأقساط شهرية تتراوح بين 100 و250 ألف ليرة، لكن هذه القروض أصبحت فرصة ذهبية للتجار لتحقيق أرباح فاحشة على حساب حاجة الناس للكهرباء، فقد استغل بعض التجار هذه الأموال الهائلة التي تم اعطاؤها عبر صندوق الطاقة المتجددة، واستثمارها في مشاريع تركيب الطاقة الشمسية.

السيدة ما جدولين وهي مهندسة معلوماتية أوضحت لنا قائلة: ان استغلال احتياجات الناس وظروفهم الصعبة، أدى الى قيام بعض التجار بفرض بعض الشروط المجحفة على الراغبين في تركيب الطاقة الشمسية، كتقديم دور المستفيد على المنصة الإلكترونية لصندوق الطاقة المتجددة بمبلغ يصل إلى نصف مليون ليرة، لتصبح تجارة الكهرباء بطرطوس وسيلة للتجار لامتصاص آخر ما في جيوب المواطنين، فتحولت تجارة الكهرباء إلى كنز مربح، يجذب التجار من مختلف الفئات التجارية بطرطوس، فمن شواحن الهواتف إلى الليدات والبطاريات، وصولا إلى ألواح الطاقة الشمسية، تتنافس الشركات والمستثمرون على الاستحواذ على حصة من هذه السوق المزدهرة، مع ازدياد شح الكهرباء وانقطاعها المتكرر، بطرطوس وريفها، وإضافة إلى ذلك، فإن فواتير التركيب تكتب بخط اليد، مما يتيح مجالا واسعا للتلاعب بالأسعار وتحقيق أرباح غيرِ مشروعة.

ويزداد الأمر سوءا عندما يقدم بعض التجار عرضا مغرِيا للراغبين في الحصول على القرض دون تركيبِ الطاقة الشمسية، مقابل رشوة مالية كبيرة تدفع لأصحاب شركات التركيب، وهذه الممارسات المشبوهة تهدد بانهيار مشروعِ الطاقة الشمسية في سوريا، وتحوله من مشروع لإنقاذ المواطنين من أزمة الكهرباء إلى أداة لتحقيق أرباح فاحشة على حسابِهم.

وأضاف السيد طالب وهو محامي: بينما تضيء الأمبيرات منازل الأغنياء في طرطوس، يظل الفقراء غارقين في العتمة، فمع انقطاع الكهرباء الطويل، توجه عدد من المواطنين إلى استخدام الأمبيرات لإنارة منازلهم، ونظام الأمبيرات أثار الجدل مؤخرا، ويضطر الفقراء إلى شراء الليدات والمدخرات الصغيرة، لكن أسعار هذه المنتجات ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، مما جعل من الصعب على الفقراء توفير الإضاءة الأساسية لمنازلهم، وتكلف إنارة ليد واحد في المنزل لمدة عام كامل نحو 240-250 ألف ليرة سورية، دون احتساب تكلفة الشاحنِ، ويزداد الأمر سوءا مع بطاريات الأمبيرات، حيث تكلف بطارية 14 أمبير، التي تتيح إنارة 3 ليدات، حوالي 400 ألف ليرة في العام ، ولكن هذه المدخرات لا تدوم طويلا، حيث تصبح إضاءتها ضعيفة بعد الأسبوع الأول من الاستخدام، وتحتاج العائلة في الحد الأدنى إلى مدخرتين من قياس 14 أمبير في العام، أي بحدود المليون ليرة سورية، مع احتساب تكاليف الشواحن.

السوق السوداء بطرطوس تنشط من خلال تجارة المدخرات المستعملة، حيث يصل سعر الكيلوغرام الواحد من البطاريات التالفة إلى 15 ألف ليرة سورية. وتتردد أصداء المبادرات الرامية لإعادة تدوير هذه البطاريات وإعادة طرحها في الأسواق كنموذجٍ لاقتصاد التدوير.