لكل السوريين

فقدان حليب الأطفال المتكرر يضع السوريين أمام حلول مربكة

اللاذقية/ سلاف العلي

يحتاج المواطن إلى قليل من الوقت كي يلمس توافر مادة حليب الأطفال في صيدليات اللاذقية وريفها، بعد الرفع الجديد لسعرها بتاريخ 16/4/2024، فقد ارتفع سعر علبة حليب الأطفال لتصل إلى 115 ألف ليرة، بدلا من 100 ألف ليرة سورية، فقد ارتفع سعر حليب الأطفال «نان 1 – نان 2» إلى 115 ألف ليرة سورية للعبوة الواحدة المبيعة في الصيدليات، بزيادة 15 ألف ليرة على نشرة الأسعار السابقة، مع بقاء أسعار بقية الأصناف الدوائية كما هي حسب النشرات الرسمية.

وعلى الرغم من صدور النشرة السعرية الجديدة بواقع زيادة بنسبة 15% على أصناف حليب أطفال المذكورة أعلاه، إلا أنها لم تتوفر بالكم الكافي وبما يغطي الاحتياجات ويحد من معدلات الاستغلال، إن ذريعة عدم التوفر والندرة ما زالت تفعل فعلها من أجل استغلال الحاجة لجني المزيد من الأرباح، سواء من قبل المستوردين والمستودعات، أو من قبل بعض الصيدليات.

مسلسل طويل يتكرر منذ زمن باللاذقية، لكن مع اختلاف في مدة الفقدان والندرة، بحسب أنواع الحليب ومصدره، وفي نسبة الارتفاع السعري عليه بعد توفره، على حساب الأسر ومن جيوبها، كما على حساب صحة الأطفال الرضع، بل وربما على حساب بقائهم على قيد الحياة، عانت أسواق اللاذقية خلال الأشهر القليلة الماضية من ندرة توفر حليب الأطفال (نان1 ونان2) في الصيدليات، وصولا إلى انقطاع توريد هذه الأصناف، مما خلق فوضى سعرية عليها، وزاد من معدلات الاستغلال فيها.

المشكلة لا تكمن في ارتفاع الأسعار المتكرر الذي أثقل كاهل الأسرة فقط، بل بندرة وانقطاع توريد بعض أصناف حليب الأطفال بحد ذاته، الذي يجبر الأهل في بعض الأحيان على استبدال أنواع أخرى من الحليب بالحليب المخصص لطفلهم، والذي من الممكن ألا يتقبله، أو يسبب له مشكلات صحية، كالحساسية والمشكلات الهضمية، فبالنسبة إلى الطفل الرضيع، وخاصة في الأشهر الأربعة الأولى من عمره، فلا بديل له عن حليب الأم سوى الحليب الصناعي المخصص للرضع، ومع تكرار مسلسل الانقطاع والرفع باللاذقية وريفها ازدادت المشاكل على الأسرة، إذ وجدت نفسها تحت وطأة استغلال كبير زاد من أعبائها في سبيل تأمين علبة حليب لرضيعها تكفيه لمدة أسبوع واحد فقط وبأسعار خيالية، وقد لجأت بعض الأسر مضطرة إلى خلط كمية قليلة من الحليب مع ماء الأرز، وبعضها الآخر اعتمد على حليب الأبقار أو الماعز الممدد، رغم ما تسببه هذه البدائل من مشاكل صحية للطفل الرضيع، إلا أن بعض الأسر كانت مجبرة عليها.

هذا الواقع السيئ بين التقنين بالتوزيع وصولا لانقطاع المادة، والمتحكم به من قبل المستوردين والمستودعات وبعض الصيدليات في اللاذقية ومدنها وريفها، تدفع ضريبته من صحة الأطفال وسلامتهم بسبب تغيير أنواع الحليب المتكرر، ومن جيوب ذويهم، خاصة مع التكلفة الشهرية الإجمالية الكبيرة التي يتكبدونها إثر الارتفاع المتتالي للأسعار دون حدود،  بات من المعتاد أن زيادة سعر حليب الأطفال هو المؤشر الحقيقي لتبرير الزيادة على أسعار جميع أصناف الأدوية تباعا، فالمعنيون والمتحكمون بسوق الأدوية من المستغلين، منتجين محليين ومستوردين وأصحاب مستودعات، برعوا جدا في لعبة أصبحت مكشوفة لجميع وهي: صنف دوائي ما اصبح غي متوفر ليتم رفع سعره وثم يتوفر مجددا وبالتدريج، وهذه يتم البدء بها بأنواع حليب الأطفال أولا، ليتمدد الى غالبية الأصناف الدوائية، مع صدور نشرات سعرية جديدة رسمية تتضمن زيادة في الأسعار، والتي لا تبررها في الكثير من الأحيان ذرائع زيادة التكاليف أو تذبذب سعر الصرف.