لكل السوريين

عصر التنوير

التنوير حركة فكرية مهمة في تاريخ أوروبا الحديث بدأت أوائل القرن السابع عشر الميلادي، واستمرت حتى القرن التاسع عشر.

قام بها فلاسفة وعلماء نادوا بقوة العقل وقدرته على فهم العالم وإدراك قوانين حركته، واعتمدوا على التجربة العلمية والنتائج المادية الملموسة بدلا من الاعتماد على الخرافة والخيال.

وعصر التنوير مصطلح يشير إلى نشوء حركة ثقافية اعتمدت على العقلانية ومبادئها كوسائل لتأسيس النظام الشرعي للأخلاق والمعرفة بدلاً من الاعتماد على الموروث الديني والاجتماعي، وشدَّد فيها الفلاسفة على العقل باعتباره أفضل وسيلة لمعرفة الحقيقة.

واعتبر رواد هذه الحركة مهمتهم قيادة العالم إلى التطور والتحديث، وتجاوز الأفكار اللاعقلانية والتقاليد القديمة السائدة ضمن الفترة الزمنية التي أطلقوا عليها اسم “العصور المظلمة”.

ودعوا إلى خروج الإنسان من عجزه عن استعمال عقله، لأن العيب لا يكمن في العقل نفسه، بل في الافتقار إلى القرار والشجاعة في استعماله.

مميزات عصر التنوير

في الجانب الفكري اعتمد رواد هذا العصر فكرة حرية الأشخاص المطلقة، حيث لا يجوز لأي شخص مهما كانت سلطته إجبار أي شخص آخر على أمر لا يريده.

وتمت إعادة تنظيم وهيكلة السياسات والأفكار الأوروبية، حيث بدأ الأوروبيون بالاعتماد على العقل كوسيلة رئيسية لإحداث تغيير في الحياة، وصار استخدام العقل للوصول إلى الحقائق الدينية من أهم أفكار هذا العصر، وظهرت خلاله فكرة احترام الديانات المختلفة وترسخ مفهوم أن كل إنسان حر في اختيار ديانته.

وفي الجانب السياسي، سعى مفكرو عصر التنوير للوصول إلى كافة حقوق الإنسان، وضمان حقه في السعادة والحرية والملكية.

وحاولوا تحقيق العدالة في الحكم، وإبراز أهمية دور الديمقراطية السياسية في نجاح الدولة.

ورأى العديد منهم أن السلطة العليا للدولة لا يجب أن تكون محصورة بيد شخص واحد، أو ملك واحد، لأن هذا الملك لن يستطيع الدفاع عن حقوق المواطنين.

وشجعوا فكرة اختيار سكان الدولة للرئيس، أو الملك الذي سيحكم دولتهم، وأكدوا على فكرة أن الملك يجب أن يتم اختياره من قبل الشعب، فلا يمكن أن يولد الملك ملكاً.

وبدأ العديد من الأشخاص والمنظمات القيام بحركات إصلاح في النظام السياسي بشكل كامل، كما بدأت العديد من الدول بالمطالبة باستقلالها، والسعي للوصول إليه بمختلف السبل.