لكل السوريين

محاولات لإشعال فتنة بالسويداء.. والأهالي يتصدون لها

شهد ريف السويداء الغربي حالة من التوتر الشديد بعد مقتل شاب وإصابة آخر من أهالي بلدة الثعلة، أثناء قيامهما برحلة صيد في المنطقة.

وبعد انتشار أنباء عن فرار المسلحين القتلة باتجاه قرية الدارة المجاورة، أصدرت عائلة الشاب المغدور والفصائل المحلية في البلدة بياناً طالبوا فيه أهالي قرية الدارة بتسليم المتهمين، وحذروا من عواقب عدم الاستجابة لمطلبهم.

ورد أهالي قرية الدارة ببيان استنكروا فيه الجريمة، وأكدوا عدم معرفتهم للفاعلين واستعدادهم للتعاون في البحث عنهم وتسليمهم للجهات المختصة، ودعوا إلى التروي وعدم الانجرار وراء الأقاويل التي قد تؤدي إلى فتنة في المنطقة.

وتزايدت المخاوف من وقوع مواجهات مسلحة، مما دفع بعض المدارس في المنطقة إلى إعلان الإغلاق الاحترازي تحسباً لأي تطورات.

وبالمقابل، دعت أصوات من مختلف الأطراف إلى التهدئة، واحتواء الموقف، وتغليب منطق القانون والعقل على ردود الفعل العشوائية، لمنع انزلاق المنطقة إلى دوامة من العنف والثأر.

وأعلن تجمع عشائر الجنوب استعداده للدخول إلى قرية الدارة والقبض على المتهمين وتسليمهم للأجهزة الأمنية في دمشق، وطلب تزويده بأسمائهم.

محاولات للتهدئة

عقد اجتماع في مدينة السويداء بحضور ممثلين عن فصائل حركة رجال الكرامة ولواء الجبل وتجمع عشائر الجنوب ودرع التوحيد، بهدف احتواء الموقف ومنع التصعيد.

وأكد المجتمعون على رفض الاستهدافات العشوائية، أو المواجهات الأهلية في المحافظة.

وشددوا على ضرورة بذل جهود مشتركة للبحث عن أفراد العصابة الإجرامية التي ارتكبت جريمة القتل، والتأكيد على وقوفهم إلى جانب ذويه وأهالي بلدة الثعلة عموماً.

كما أكد أهالي قرية الدارة وعشائر المحافظة رفع الغطاء الاجتماعي عن المجرمين، عملاً بمبدأ الفاعل بما فعل.

ودخلت أرتال من قوى الأمن العام ووزارة الدفاع إلى قرية الدارة، وانتشرت في شوارعها، وصادرت بعض الأسلحة الفردية من شبان كانوا في الشوارع، ودعت إلى إنهاء جميع المظاهر المسلحة.

ثم انسحبت من القرية وانتشرت في محيطها وعلى كافة الطرقات المؤدية إليها، كما انتشرت في مطار الثعلة العسكري الذي يفصل بين قرية الدارة وبلدة الثعلة، بهدف منع أي تصعيد محتمل.

تصاعد خطاب الكراهية

ترافقت التوترات الأمنية في المحافظة مع تصاعد غير مسبوق لحملات التحريض الطائفي التي تنشرها حسابات مشبوهة، تعمل على بث الفتنة بين أهالي السويداء وعشائرها.

ومن بين الأخبار المضللة التي تم تداولها قطع طريق دمشق السويداء، مع العلم أن الطريق كان سالكاً، مما ألحق الضرر بعشرات الطلاب الجامعيين الذين امتنعوا عن الذهاب إلى جامعاتهم.

وبات واضحاً للجميع أن هذه الحملات ليست عفوية، بل تأتي في سياق ممنهج يسعى إلى تأجيج الفوضى كلما حدثت توترات أمنية، وهو نهج بدأ بالتصاعد منذ سقوط نظام الأسد.

ويظهر ذلك بوضوح من خلال انتشار خطاب الكراهية على بعض المنصات الرقمية، حيث يتم التحريض المباشر على العنف والاقتتال، في محاولة لضرب النسيج الاجتماعي في السويداء.

وشدد ناشطون من المحافظة على أن التحريض جريمة تهدد السلم الأهلي، مطالبين بضرورة الإسراع في وضع عقوبات على الحسابات التي تروج للفتنة وتنشر خطابات الكراهية.