لكل السوريين

باستخدامها حق النقض.. واشنطن تحرم فلسطين من عضوية الأمم المتحدة

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويرفع توصية إلى الجمعية العامة للموافقة عليها.

وأوصي مشروع القرار الذي صاغته الجزائر، الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة.

وحصل مشروع القرار على تأييد 12 عضواً، وامتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت، بينما عارضته الولايات المتحدة التي تمتلك حق الفيتو باعتبارها إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

وخلال الجلسة، طالب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية مجلس الأمن بأن “يتحمّل مسؤولياته، وبألّا يخيّب آمال الشعب الفلسطيني وسعيه المشروع للاستقلال والعضوية في المنظمة الدولية”.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زياد أبو عمرو، خلال جلسة المجلس إن “منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من شأنه أن يرفع جزءاً من الظلم التاريخي الذي تعرضت وتتعرض له أجيال متتابعة من الشعب الفلسطيني، وأن يفتح آفاقاً واسعة أمام تحقيق سلام حقيقي قائم على العدل، وسلام تنعم به دول وشعوب المنطقة كافة”.

مشروع قرار جزائري بتأييد عربي

وكانت الجزائر قد تقدمت بصفتها العضو الممثّل للمجموعة العربية في مجلس الأمن، بمشروع قرار يوصي الجمعية العامة بقبول “دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة”.

وتم اجتماع المجلس استجابة لطلب قدمته السلطة الفلسطينية في مطلع الشهر الجاري للنظر في الطلب الذي تقدمت به إلى مجلس الأمن للنظر مجدّداً في الطلب الذي قدمه رئيس السلطة محمود عباس عام 2011 لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

ومع أن مبادرة عباس لم تثمر، إلّا أن الفلسطينيين نالوا في تشرين الثاني من عام 2012، وضع “دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة”.

ووفقا للسلطة الفلسطينية، فإن 137 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة اعترفت بدولة فلسطين حتى اليوم.

ونشرت البعثة الفلسطينية في الأمم المتّحدة على حسابها في منصة إكس، بياناً صادراً عن مجموعة الدول العربية في الأمم المتّحدة يطالب مجلس الأمن الدولي “بقبول دولة فلسطين كدولة عضو في الأمم المتّحدة”.

وحسب البعثة الفلسطينية، قالت المجموعة العربية في بيانها “إننا ندعو جميع أعضاء المجلس إلى التصويت لصالح مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر باسم المجموعة العربية، وعلى أقلّ تقدير، نناشد أعضاء المجلس عدم عرقلة هذه المبادرة الأساسية”.

إدانة فلسطينية وترحيب إسرائيلي

فور الإعلان عن رفض مشروع القرار الجزائري، أدانت الرئاسة الفلسطينية استخدام الولايات المتحدة “الفيتو” ضد مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي الذي يوصي بمنح العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، ووصفت الفيتو الأمريكي بأنه “غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرر”.

وقال مكتب الرئيس محمود عباس في بيان إن هذا الفيتو “يكشف تناقضات السياسة الأمريكيّة التي تدّعي من جانب أنها تدعم حلّ الدولتين، فيما هي تمنع المؤسسة الدولية من تنفيذ هذا الحل”، وشكر المكتب الدول الأعضاء التي صوتت لمصلحة حصول دولة فلسطين على العضويّة الكاملة في الأمم المتحدة.

وبالمقابل، أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بالولايات المتحدة لاستخدامها حق النقض في مجلس الأمن، وقال كاتس “تم رفض الاقتراح المخزي، ولن تتم مكافأة الإرهاب”.

وحسب السفير الجزائري عمار بن جامع، فإن “الدعم الساحق من أعضاء المجلس يبعث رسالة واضحة جداً مفادها أن دولة فلسطين تستحق مكانها في الأمم المتحدة”، ووعد باسم المجموعة العربية، بأن يتقدم مجدداً بهذا الطلب في وقت لاحق، وقال “نعم، سنعود أقوى”.

يذكر أنه يتمّ قبول دولة ما عضواً في الأمم المتحدة بقرار يصدر عن الجمعية العامة للمنظمة بأغلبية الثلثين، بعد توصية إيجابية بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي، وتصدر التوصية عن المجلس بموجب قرار يوافق عليه تسعة على الأقل من أعضائه، ولا تستخدم أي دولة دائمة العضوية حق النقض ضده.

وتتمتع فلسطين حالياً بصفة “دولة غير عضو لها صفة المراقب” داخل الأمم المتحدة، وهو ما يسمح لها بالمشاركة في جميع أعمال المنظمة باستثناء التصويت على مشاريع القرارات.