ناقشت معلمات وعاملات في المجال التربوي والتعليمي، اليوم الإثنين، النظام التعليمي وطرائق التدريس في ملتقى حواري عقد في صالة عشتار بمدينة الرقة.
وعقدت هيئة التربية والتعليم لإقليم شمال وشرق سوريا وتجمع نساء زنوبيا ملتقى حواري في الرقة تحت شعار “معاً لبناء نظام بيداغوجي مجتمعي- تعليمي متكامل”.
وبدأ الملتقى الحواري بالخوض بالعمق الفلسفي والتاريخي للتعليم وطرائق التدريس، مع ذكر أبرز الآراء والأفكار الفلسفية والتعليمية للحضارات السابق في الفكر المشرقي والإغريقي ودورهما في إنتاج نظام تعليمي متكامل.
ولاحق الملتقى الحواري دور النظام السوري السابق في تحجيم النظام التعليمي والتربوي في سوريا خلال خمسة عقود بما يخدم أفكاره الإقصائية والعنصرية تجاه مكونات الشعب السوري، إلى جانب محاربة الأفكار الاستشراقية والإبداعية طيلة فترة حكم حزب البعث لسوريا.
واعتبر الملتقى الحواري أن تركة تنظيم “داعش” لا تقل خطورة عن الإرث الذي خلفه النظام السابق، وذلك من خلال محاولة التنظيم شحن الأطفال خلال فترة سيطرته على مساحات جغرافية سورية بالأفكار المتطرفة والمتشددة ومحاولته إنتاج جيل جديد يحمل أفكاره، إلى جانب حرمان الإناث بشكل قطعي من التعليم.
وتطرق الملتقى الحواري إلى الخطوات الأخيرة التي اتخذتها سلطة دمشق في حذف بعض المواد التدريسية في عمل يشبه إلى حد كبير السياسات التي كان يتخذها النظام السوري السابق خلال فترة حكمه.
وأكد الملتقى الحواري على ضرورة بناء نظام تعليمي وتربوي لسوريا الجديدة انطلاقاً من شمال وشرق سوريا، بحيث يكون نظاماً تعليمياً يتبنى النهج التعددي والديمقراطي في سوريا المستقبل، والتأكيد على حق التعليم المجاني لكل أطفال سوريا ذكوراً وإناثاً.
ونوّه الملتقى الحواري إلى ضرورة اتباع نظام تعليمي وتربوي يعتمد على الأسس الأخلاقية والإنسانية في طرح الأفكار والعلوم، والاستفادة من تجارب الشعوب الناجحة في المجال التعليمي، والتركيز على الجهد الذاتي المبذول في إقليم شمال وشرق سوريا.
وقالت مريم إبراهيم، الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في إقليم شمال وشرق سوريا، إن التركيز على التعليم يتطلب أخذ زمام المبادرة الوطنية وتحمل المسؤولية التاريخية لصياغة برنامج تعليمي يدفع الأطفال إلى الفهم الصحيح والحقيقي للقضايا الإنسانية والعلمية بما يخدم تطور المجتمع السوري الديمقراطي الحر.
وأضافت مريم، أن الدور الأساسي في المجال التربوي والتعليمي يقع على عاتق المرأة السورية التي تلعب دور الأم والمعلمة وتكامل هذا الدور في إنشاء جيل مثقف وواعي يتقبل الآخر ويؤمن بالاختلاف بما يخدم تكامل المجتمع السوري والمجتمعات الأخرى.
وفتح خلال الملتقى الحواري باب المقترحات والمشاركات للمعلمات الحاضرات، وركزت المقترحات على شمولية ومجتمعية النظام التربوي والتعليمي وعلى ذلك يجب أن يكون مؤسساً بشكل يخدم هذا المجتمع وتنوعه الفكري بطريقة بناءة.
وفي نهاية الملتقى الحواري اتفق المجتمعون على عدة مخرجات للعمل عليها لاحقاً في إقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص وسوريا بشكل عام، وركزت المخرجات على حق التعليم المجاني لكل أطفال سوريا ذكوراً وإناثاً وعلى أن يكون النظام التربوي والتعليمي في سوريا يتبنى القيم الديمقراطية والتعددية وحقوق المرأة ودورها الفعال في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأكدت المخرجات على حق كل فرد في سوريا التعلم بلغته الأم، وتشكيل لجان مختصة من كافة مكونات المجتمع السوري لوضع نظام تربوي وتعليمي متكامل ووضع منهاج دراسي يلبي طموحات الشعب السوري بكافة مكوناته وأطيافه ويتضمن التاريخ الحقيقي لسوريا والشرق الأوسط والاهتمام به كونه مفتاح المستقبل.