لكل السوريين

” المحاشي ” الأكلة الأكثر شعبية في حلب باتت حكرٌ على الأغنياء

حلب/ خالد الحسين

تتجول سماح (٤٤عام) وهي من سكان حي صلاح الدين بحلب في أحد الأسواق الشعبية بالمدينة وتمر على ” بسطات ” الخضروات واحداً تلو الأخر لعلها تجد من يخفض لها سعر الكوسا والبندورة لكي تعد على مائدة الإفطار الأكلة التي تعتبر من أكثر الأكلات شعبية في حلب وضواحيها وهي ” المحاشي”.

وبحسب سماح فإن أكلة المحاشي تنازلت عن الكثير وعلى حد تعبيرها “تماشت مع الظروف الحالية”.

وتروي للسوري: “تعتبر هذه الأكلة من أكثر الأكلات شعبية في مدينة حلب ولكن اليوم وبسبب الارتفاع الشديد بأسعار اللحوم والخضار مقارنة بالأجور المنخفضة لم تعد هذه الأكلة بالمنال وأصبحنا نطبخها للشهوة فقط مرة بالشهر على أعلى تقدير بينما كانت في سنوات سابقة تطبخ مرتين في الأسبوع “.

ومن خلال جولتنا في السوق كانت أسعار الخضار كالتالي الكوسا ما بين 9 و 12 ألف ليرة سورية ،  الباذنجان ما بين ال 12 و 15 ألف ليرة سورية ، البطاطا ما بين ال 7 و 8 آلاف ليرة سورية ، البصل ما بين ال8و 10 آلاف ليرة سورية ، البندورة ما بين  7 و 8  آلاف ليرة سورية ، الثوم ما بين 80 و90 ألف ليرة سورية، الفليفلة 22 ألف ليرة سورية ، الخيار ما بين 10 و 20 ألف  ليرة سورية ، الفاصولياء ما بين ال 28 و 30  ألف ليرة سورية ،الخس ما بين 2و 5 آلاف ليرة سورية ، البقدونس ما بين 1000و2000 ليرة سورية ،  الفجل 2000 ليرة سورية ، النعناع2000 ليرة سورية .

وبلا أدنى شك تلك الأسعار وضعت المواطن في حيرة وجعلته يقلب خياراته كما رأيه ويلغي قائمة الشراء المتفق عليها لتحضير أحد أصناف الطعام كوجبة للإفطار وبعيدا عن الصيام نجد بأن غالبية الناس قد وصلت أرواحهم من الغلاء إلى قمة رؤوسهم ولا تتحمل كلمة واحدة عما يجب أن يكون طبق رمضان لهذا اليوم فيما لو كان السؤال كذلك فإذا بالصائم ينفجر بالكلام” والله من الغلا بتنا في حيرة من أمرنا لم نعد نعرف ماذا نطبخ؟ أو ماذا نأكل؟ مكونات تحضير صنف واحد من الأصناف “كالمحشي” مثلا باتت تضعضع الميزانية المعيشية إذ تقارب وبحسبة بسيطة ال 200 ألف ليرة سورية ما بين (كوسا وباذنجان، وأرز، ودبس بندورة، وكيلو لحمة بيضاء لا حمراء أو عبوة زيت ناهيك عن جرة الغاز ذات الطلة الموسمية والوجهة التجارية).

ولكي نعطي صيغة ختامية تلخص ما يجري في الأسواق الرمضانية لابد لنا أن نقتبس ما قاله المواطن خلال الفصال والجدال مع الباعة في السوق المحلي: ”صار الأكل أغلى من الدهب وإن ما طبخنا اليوم ما علينا لا لوم ولا عتب”.