لكل السوريين

“وحدة البلاد، عفو عام، وقف الاقتتال، الحوار”.. ملتقى الوحدة الوطنية يحدد حلول أزمة السوريين

انتهت فعاليات ملتقى الوحدة الوطنية للعشائر والمكونات السورية الثاني، الذي أقيم تحت شعار “حوار، أمان، بناء، من أجل سوريا موحدة لا مركزية”، بعدة مخرجات، يرى الذين شاركوا في الملتقى أنها ستكون الخلاص من أزمة البلاد التي قاربت العقد ونصف من الزمن، ولا تزال مستمرة.

الملتقى الذي كان قد نُظم في مدينة الحسكة بإقليم شمال شرقي سوريا، كان قد شهد حضور ممثلي القبائل والعشائر والمكونات، وشارك فيه رجال دين ومن مؤتمر الإسلام الديمقراطي، ومسيحيون وفعاليات نسائية ومجتمعية، وأكاديميون ومثقفون، وشخصيات عشائرية وقلبية كردية وعربية.

ودعا البيان الختامي لملتقى العشائر السورية في الحسكة، جميع السوريين إلى نبذ العنف والتطرف والجلوس على طاولة الحوار، مؤكداً على ضرورة عقد ملتقى وطني سوري جامع.

كما أكد على ضرورة المحافظة على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، مشيراً إلى دور العشائر والمكونات السورية في الحل السوري”، وشجب البيان حالة الاقتتال السورية، مضيفاً أن “سوريا دولة موحدة لجميع السوريين”.

وأشار إلى العمل على إصدار عفو يشمل من لم تتلطخ يده بالدم السوري، وتطوير الخدمات الحياتية اليومية وفقاً للإمكانيات المتوفرة واحتياجات السكان، والعمل على مكافحة المخدرات بكل السبل والوسائل.

وفي كلمة له، بارك الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية محمود المسلط، انعقاد الملتقى للعشائر والمكونات السورية الثاني على عموم الشعب السوري، وقال: “اجتمع السوريون بمكوناتهم كافة، لينهضوا بوطنهم نحو الحوار والأمان والبناء ويؤكدون على وحدة سوريا أرضاً وشعباً”.

وأشار المسلط: “‏لقد شهدت هذه الأرض المباركة حضارات متعددة وثقافات مختلفة، أعطت أرضنا وشعبنا خصوصية وإرثاً كبيراً، وعلينا أن نحافظ عليها من خلال وحدتنا الوطنية وتصميمنا على المضي قدماً نحو الحوار والأمان والبناء”.

وأكد المسلط أن المشروع الوطني الواعد الذي يطرحه مجلس سوريا الديمقراطية، هو المشروع الوطني الحقيقي الوحيد والذي يُعدّ بارقة أمل للسوريين كافة، مشروع يؤمن بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، مشروع يؤمن بالحوار السوري السوري، مشروع يلبي طموح جميع السوريين، مشروع يجعل من دماء الشهداء نقطة أساسية في التحول نحو سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.

وأشاد المسلط بالجهود الكبيرة والعمل الدؤوب للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، لتجاوز التحديات والعقبات في استكمال العملية الإصلاحية، وقال: “ما زال أمامنا الكثير من العمل والتحديات التي تتطلب التنسيق والمشاركة الفعلية للسوريين كافة، في التغلب على تلك العقبات والتحديات في محاربة الفكر التكفيري الداعشي ومحاربة المخدرات والكبتاجون”.

وأوضح المسلط: “نجتمع اليوم لنقول نعم لوحدتنا الوطنية، نعم للحوار السوري السوري الذي نراه أساساً للحل السياسي في سوريا، ونؤمن بالانتقال الديمقراطي السلمي وبناء سوريا الجديدة الديموقراطية اللا مركزية”، ونوّه: “كانت العشائر وما زالت السد المنيع وصمام الأمان لهذا الوطن العزيز، واليوم نجتمع تحت سماء هذا الوطن لنرسم مستقبلنا بأيدينا من خلال الحوار السوري السوري”.

بدوره، استذكر الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا حسين عثمان، الشهداء الذين ضحوا بحياتهم، وأثنى بدور قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي وقوات الحماية الذاتية المرابطين في خنادق المقاومة للدفاع عن الوطن وحمايته.

ومن جانبه، أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، على ثوابتهم الوطنية السورية التي تقدموا بها منذ بداية الأزمة السورية، وقال: “نحن في قوات سوريا الديمقراطية مع وحدة الأراضي السورية، ولم نكن يوماً طرفاً في الصراع والحرب الطائفية التي أضرّت بالنسيج الاجتماعي الوطني السوري، وكنا دائماً قوى أساسية قامت بحماية حدودنا وحافظت على مؤسساتنا الوطنية”.

وأوضح عبدي إن أي حل لا يمكن أن يتم دون الاعتراف بالمؤسسات العسكرية والإدارية في شمال وشرق سوريا دستورياً. ونوّه عبدي: “نرى أن مستقبل أبناء شمال وشرق سوريا مستقبل واحد، ومناطقها مرتبطة ببعضها البعض، ولا يمكن الحل من دونها في سوريا”.