لكل السوريين

الفروج في سوريا، إلا من استطاع إليه سبيلا

تقرير/ بسام الحمد

شهدت الأسواق في سوريا ارتفاعا كبيراً خلال فترة زمنية قصيرة في سعر الفروج والبيض، وتم تسجيل أسعار غير مسبوقة في الأسواق المحلية في حماة وحمص وطريق سلمية وخاصة في المناطق التي تعتبر من أكثرها احتضانا للدواجن ومفاقس البيض.

ومع بداية شهر رمضان، شهدت موسط سوريا ارتفاعًا في أسعار الفروج، بينما شهدت أسعار البيض انخفاضًا، وذلك نتيجة للتغيرات في الطلب والإقبال على هذه المواد الغذائية.

في الوقت نفسه، شهدت أسعار البيض انخفاضًا، حيث بلغ سعر الطبق الواحد المؤلف من 30 بيضة 48 ألف ليرة سورية، بعدما كان 60 ألفًا في شهر شباط الماضي.

فرغم أن الفروج كان البديل الجيد والأوفر للمواطن السوري عن اللحوم الحمراء من الغنم والعجل، إلّا أنه اليوم باتت أسعار اللحوم البيضاء تقارب سعر لحم الغنم أو ربما تزيد.

وتشهد أسعار الفروج في الأسواق السورية بشكل عام ولكن تبقى المنطقة الوسطى هي الأخفض إلى حدّ ما، نظراً للبيئة الخصبة المتواجدة في المنطقة لتربية الدواجن ووجود عدد كبير من المداجن فيها، لكن عزوف أصحاب الدواجن والحر الشديد الذي سيطر على مناخ المنطقة خلال الفترة الماضية عمل على رفع أسعار الفروج والبيض بشكل جنوني، وبشكل شبه يومي، فالأسعار باتت “بورصة” حقيقية تسجل أسعار جديدة كلّ يوم.

ومنذ بدء شهر رمضان المبارك ارتفعت أسعار غالبية المواد الاستهلاكية والخضراوات، لكن كان للحوم البيضاء والحمراء النصيب الأكبر من الارتفاع الذي بلغ سعر الكيلو غرام “٨٠ لف ليرة”، واللحمة الحمراء ١٩٠ ألف ليرة للكيلو الواحد.

ونسي فقراء وسط سوريا طعم اللحم بأنواعه، وبدأت في معاناته سلسلة جديدة من الاستغناءات المتكررة في كل شهر عن حاجة من حاجيات الحياة لعائلته، فاليوم بدأت هذه العائلات بالاستغناء عن الفروج والبيض بشكل نهائي، والتركيز في طعامهم على الخضار بشكل أساسي فقط دون تأمين وسائل بديلة لنقص هذه المادة.

ويعود سبب قلة كميات الفروج الواردة لـ محلات ومراكز البيع لغلاء سعر علف الدجاج والمطاعيم والأدوية اللازمة، والبيئة الواجب توفيرها للدجاج من أجل تربية الأفواج بشكل جيد، والمحافظة على أفواج أمهات الدجاج، باتت تشكل عبئاً مالياً كبيراً على أصحاب المداجن، فيما أن المردود المالي والمدة الزمنية التي يحتاجها صاحب المدجنة لإعادة وتدوير رأس المال ليست مربحة كما يجب، علاوةً عن ارتفاع سعر الصرف بين الدولار الأمريكي والليرة السورية فيما أن بيع الفروج يكون بالليرة السورية، جميع هذه الأسباب كانت كفيلة عن عزوف أكثر من 50% من تجار الفروج عن تربية الدجاج والعمل على مشاريع ثانية أخرى وإغلاق المداجن بشكل نهائي، وذهب آخرون لبيع العقارات بجميع تجهيزاتها للسفر خارج البلاد بما تبقى معه من المال”.

وأصبح العمل بالفروج خسارة كبيرة في ظل عدم دعم الحكومة لأسعار العلف والمطاعيم، وعدم تأمين الكهرباء اللازمة من أجل درجات الحرارة التي يعيش فيها الدجاج، وعدم وجود أسواق طلب جيدة، وهذا ما يزيد من ارتفاع سعر الفروج مع قلة الكميات واحتكار بعض التجار للفروج في ظل توقف المداجن عن بيع الفروج بالخسارة.