لكل السوريين

عن الأطباء الشرعيين

عبد الكريم البليخ

لا أحد يُصدق أنَّ واقع الطب الشرعي في سوريا يسير من سيئ إلى أسوأ في ظل نقص عدد الأطباء الشرعيين الذين ينخرطون تحت مظلة هذه المهنة التي ما زالت تفتقر لمقوماتها، وللراغبين في طرق بابها، في حال إذا ما عرفنا أنَّ عدد الأطباء الشرعيين في سوريا لا يتجاوز عددهم الـ 52 طبيباَ، وموزعين على عدد محدّد من المحافظات.

رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي زاهر حجو، وخلال اجتماع عقد في الفترة الماضية، كان تقدم بعدد من الاقتراحات التي يمكن، في حال توافرت، تحسين الواقع الحالي للعاملين بهذه المهنة التي تعاني نقصاً شديداً من الأطباء، ومن أهم المقترحات التي أقرها رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي تتلخص بضرورة دعم الأطباء الشرعيين مادياً، بحيث يجب ضرورة تفعيل العمل بمنح المكافآت التي يجب صرفها للأطباء الشرعيين، لا سيما أنها متوقفة في الفترة الحالية، وأيضاً تخصيص جزء من الإيرادات المالية لهم لتسهم في تأمين معيشة أفضل، بالإضافة إلى رفع حصتهم من طابع الطب الشرعي، وفي هذا يمكن أن يكون عاملاً مساعداً لهم على تجاوز المعاناة التي يعانون، وإلزامهم بالعمل والحفاظ عليهم بدلاً من تسربهم من الوظيفة ولجوئهم إلى السفر خارج سوريا، خاصة وأنه يدفع لهم مقابل الأعمال التي يقومون بها بالعملة الصعبة، على عكس ما هو معمول به في بلدهم الأم، وما يدفع لهم بالكاد يسد الرمق!.

ومن أجل تحسين واقعهم المعيشي، وزيادة عدد الأطباء الشرعيين والحفاظ عليهم نتيجة النقص الشديد الذي يعاني منه هذا القطاع الهام جرى اجتماع موسع ضمّ كل من وزراء الصحة والداخلية والعدل، والوقوف على أهم الصعاب التي يعانيها الأطباء الشرعيون، والعمل على الإسراع برفدهم بأطباء شرعيين جدد لسد النقص، ناهيك بزيادة أعدادهم لحل معضلة ما زالت قائمة.

ومن أهم المقترحات التي عرضت في الاجتماع، ضرورة دعم الطب الشعبي ورفد هذا الاختصاص المهم بدماء جديدة، بالإضافة إلى دعم الأطباء الحاليين، لا سيما أن عددهم، وكما ذكرنا، بحدود 52 طبيباً، وإن هذا العدد قليل جداً، في حين أن هناك بعض المحافظات بحاجة ملحّة لهذا الاختصاص، وبعضها الآخر بالكاد أن يوجد فيها طبيب واحد، وهذا غير كاف!.

وبتواجد أمثال هؤلاء الأطباء الشرعيين ما يعني بسط العدالة وإبراز أهمية الدور الذي تلعبه في تحقيقها، وفي الفترة الماضية تم افتتاح مركز الطب الشرعي في حلب الذي يعد من أكبر مراكز الطب الشرعي في الشرق الأوسط، وأن عدد الأطباء الشرعيين العاملين فيه 14 طبيبا، منهم 9 أطباء شرعيين و5 أطباء للأسنان، وأن المركز يحتوي على مشرحتين، وكل مشرحة توجد فيها أربعة أماكن لتشريح الجثث، إضافة إلى البرادات التي أصبحت تحتضن إلى أكثر من مئة جثة.