لكل السوريين

سياسة العرقلة والتطفيش مستمرة ضد اﻷطباء في طرطوس

تقرير/ أ ـ ن

يشتكي اﻷطباء العاملون في المشافي الحكومية وطلاب الماجستير في كلية الطب بطرطوس، من القرارات والقوانين التي تضعها الحكومة السورية، إضافة إلى سوء اﻷوضاع العامة، والتي تدفعهم للهجرة.

الدكتورة غانية أحد طلاب الماجستير في الجراحة بكلية الطب البشري في طرطوس قالت: لا ينتظرنا في وطننا أي مستقبل واضح، ونحن مستاؤون جدا من القرارات والسياسات الحكومية الخاطئة والمفتعلة، وتستمر الاعاقات والصعوبات والتعجيز والمحسوبيات، فعلى سبيل المثال لا الحصر: يمنع منعا باتا الأطباء المقيمين في مشافي وزارة الصحة وطلاب الدراسات العليا من العمل في المشافي الخاصة أثناء فترة اختصاصهم، ومؤخرا أصدرت الحكومة السورية قرارا تعسفيا يتضمن زيادة سنة كاملة إلى السنوات الدراسية على جميع الاختصاصات الطبية تحت مسمى سنة الامتياز.

أما الدكتور إيهاب طالب ماجستير امراض داخلية وصدرية فقد بين لنا: أن الراتب الذي يتقاضاه الطبيب المقيم لا يكفيه أجور لمواصلاته ولا ثمنا لساندويش فلافل أثناء أيام المناوبات، وأضاف متسائلا: كيف سيعيش الطبيب؟، ومؤكدا أن قرار إضافة سنة الامتياز مضيعة وهدر من عمر الطبيب وخسارة رواتب عام كامل للدولة لكل طبيب من دون أي فائدة سوى العرقلة والزيادة في تأزم الوضع وإيصال الخريجين لمرحلة الحقد والهروب والهجرة.

اما الدكتورة المقيمة منال اضافت قائلة: هل من المعقول ان يبلغ راتب الطبيب المقيم نحو ٣٠٠ ألف بعد الزيادة، وأشار الى انه ليس من المعقول ابدا بعد الدراسة والجهد أن يحصل الطبيب على هذا الراتب؟ كل القرارات التي تصدر تدفعنا نحو التفكير في البحث عن فرص عمل في الخارج والهجرة، ولفت الانتباه إلى أن سياسية الحجز والإلزام لا تنفع، حيث أن العمل في المشافي الخاصة بالنسبة للطبيب المقيم هو الملجأ الوحيد، وسنة الامتياز ليس منها أي فائدة، نحن نضيع وقتا لا أكثر.

الدكتور ريان في مشفى الباسل بطرطوس أوضح لنا قائلا: على الأطباء المقيمين تقوم المشافي بجميع فروعها العامة والخاصة والتعليمية التابعة لوزارة الصحة والتعليم، ومن الغريب ان يصدر قرارا يمنعهم من العمل في المشافي الخاصة، حيث أن الحجة هي أن يتفرغ الطبيب المقيم لاختصاصه، ولكن كيف يتفرغ وراتبه لا يتجاوز ٢٠٠ ألف وهو أساسا لا يكفيه أجور مواصلات من وإلى المشفى، وهناك الكثير من المؤتمرات الطبية التي تعقد في محافظات مختلفة لا يستطيع الطبيب المقيم حضورها بسبب التكاليف المادية من مواصلات وحجز غرفة وطعام جاهز، إذا كيف يتفرغ الطبيب لاختصاصه وراتبه لا يكفي لحضور مؤتمر طبي؟ ويعمل الكثير من الأطباء وبالأخص في مجال الجراحة بالمشافي الخاصة بشكل مجاني كمساعدين في العمليات من أجل التعلم وكسب خبرة إضافية، وبالتالي فإن قرار المنع يقف عائقا أمام تحسين الكوادر الطبية وتحصيل الخبرة.

أما الدكتورة لبنى طالبة الماجستير بأمراض الكلية، أضافت: تهاجر العديد من الكوادر الطبية السورية في طرطوس وفي مختلف الاختصاصات، وتتزامن الهجرة مع حالة الانهيار الاقتصادي المتصاعدة، فمثلا الممرضون في حركة دائمة البحث عن ظروف أفضل للعمل، نتيجة تدهور اﻷوضاع العامة وضعف اﻷجور، ويبلغ راتب الممرضة الشهري نحو 260 ألف ليرة سورية، وهو بالكاد يكفي لتغطية تكلفة الطعام والشراب والمواصلات لأيام قليلة من الشهر، مقابل ظروف العمل الشاقة التي تتطلب العمل لأكثر 12 ساعة، حتى في أيام العطل الرسمية والأعياد.

أما المعالجة الفيزيائية سناء فقد بينت لنا: لا يحصل الممرضون في المشافي الحكومية، على أي بدائل نقدية أو حوافز مقابل الدوام الإضافي، في حين يتم تسليمهم مبلغ طبيعة عمل لا يتجاوز 5% من الأجر الشهري، على عكس باقي الكوادر الطبية من الأطباء وفنيي التخدير، الذين يحصلون على ما يقارب 100%، وتشهد المحافظة نزيفا حادا في الكوادر الطبية، تصاعد خلال السنوات الأخيرة، تزامنا مع تدني الأجور وسوء الأوضاع المعيشية في البلاد، على وقع انهيار الليرة السورية والأزمات الاقتصادية، وهناك الآلاف من الممرضين استقالوا خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث  أن هذا النقص الحاد أدى إلى تراجع جودة الرعاية الصحية بالمحافظة ، وارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة بالالتهابات، وتراجع احتمالات النجاة للمرضى.