لكل السوريين

شراء الحلويات مشروع لدى السوريين يحتاج لتخطيط

تقرير/ جمانة الخالد

باتت فكرة شراء الحلويات بالنسبة إلى غالبية السوريين لا سيما في حمص وحماة “مشروعاً” يستوجب حسابات مسبقة، بالقياس إلى الميزانية الشهرية وتدني الدخل والغلاء المعيشي، وترتبط الأجواء الشتوية عادةً بازدياد كمية الطعام المستهلك ولا سيما النشويات والسكريات، التي تمنح الجسم شيئاً من الطاقة والدفء لمقاومة البرد وتجاوزه مؤقتاً.

لم تنقطع صناعة الحلويات ولا سميا الشرقية في وسط سوريا، سواء في فترة الأعياد أو في الأيام العادية، إذ لا يخلو شارع رئيسي من محل للحلويات الشرقية أو الغربية، لكنّ المبيعات في تناقص مستمر بسبب غلاء الأسعار.

وقد لجأ بعض العاملين في مجال الحلويات إلى امتهان أعمال أخرى نتيجة تبدلات الأسعار المستمرة وقلة المبيع وغياب الدعم “الحكومي” للحرفيين، إذ إنّ عدد الحرفيين العاملين فعلياً في صناعة الحلويات بمختلف أشكالها لا يتجاوز الـ300 حرفي من أصل 900 حرفي مسجل في “الجمعية الحرفية لصناعة البوظة الحلويات”.

وبعد أن انقسم الناس في مناطق الحكومة إلى طبقتين فقط؛ أي الطبقة الغنية والطبقة الأشد فقراً مع اضمحلال ما بينهما من طبقات، أصبح السوريون أمام خيار التضحية بمواد غذائية أساسية لبيوتهم من أجل شراء كيلو من المبرومة الذي يتراوح سعره بين 350 و385 ألف ليرة سوريّة، وهو رقم يعادل مرتّب الموظف الحكومي أو ضابط برتبة ملازم في الجيش.

مع ارتفاع أسعار المواد الأولية لصناعة الحلويات مثل السكر والمكسرات والقشطة والطحين، لجأ بعض “الحلوانيين” في وسط سوريا إلى تقليص كميات الإنتاج حتى لا تفسد أو تتعرض للكساد.

ومؤخرا ارتفع سعر كيلو الفستق الحلبي إلى نصف مليون ليرة سورية بينما وصل سعر كيلو القشطة إلى 60 ألف ليرة سورية للنوعية الجيدة؛ وارتفاع هاتين المادتين تحديداً إلى جانب غلاء السكر بصورة مستمرة حتى وصل إلى 16 ألف ليرة، تسبب بقفزة نوعية في الأسعار إلى جانب عدم استقرارها.

يشتكي أصحاب معامل ومحال الحلويات من غياب الكهرباء بصورة شبه تامة، الأمر الذي يعرّض ما يصنعونه للفساد وبالتالي خسارة ملايين الليرات السورية إذا لم يتخذوا احتياطات مسبقة لحل هذه المشكلة من دون أن يتأملوا خيراً بمنجزات الحكومة.

وتضاف كلفة التبريد سواءً بالمولدات أو بالبطاريات إلى كلفة صناعة الكيلو الواحد من كل نوع حلويات، وبالتالي يزداد سعر البيع النهائي على المستهلك؛ فلا يوجد شيء مجاني.

اعتاد السوريون خلال سنوات الحرب على شراء كل احتياجاتهم بمقدار ما يكفيهم لمرة واحدة أو مرتين على الأكثر، ولم يقتصر ذلك على شراء زيت الزيتون أو ربّ البندورة بأكياس صغيرة كافية لطبخة واحدة، بل أيضاً الحلويات أصبحت تُشترى بالقطعة أو بلقيمات معدودة كافية لتجاوز الرغبة في تناولها، حتى إن كانت غير كافية للاستمتاع به أو تحقيق الشبع منها.

وبات عدداً كبير من الناس يشترون الحلويات بالقطعة الواحدة  إذ لم يعد غريباً أن يطلب أحدهم قطعة من المبرومة أو قطعة واحدة من الغريبة المحشوة بالقشطة التي وصل سعرها إلى 8 آلاف ليرة سورية أو حتى قطعة من الهريسة على صغر حجمها.