لكل السوريين

مهن جديدة تدخلها نساء في حمص بسبب الظروف المعيشية

في ظل تدهور الأوضاع المعيشية بسوريا تظهر بين الحين والآخر مِهنٌ جديدة بين النساء السوريات تتنوع وتختلف حسب الحاجة، فمنها ما هو موسمي ومنها الدائم، وتبدو هذه المِهن غريبةً على المجتمع السوري نوعا ما، مثل بيع الدخان والعسل على الأكشاك، والمازوت والبنزين والخبز على الطرقات، إضافة إلى انتشار ظاهرة “المطابخ المنزلية”، إضافة إلى التسويق الإلكتروني والعمل من المنزل.

في إطار عمل النساء في أعمال جديدة وغريبة نوعا ما، تعمل شابات في كراجات السيارات وفي الشوارع العامة في حمص لتنظيم الأدوار، وهناك من تعمل كمساعدة باص في المدينة، رغم أن العمل ظهر في السابق لكنه اقتصر على الروضات والمدارس الخاصة.

هذا العمل الشاق كله مقابل عشرين ألف ليرة يوميا، إلا أن نشاء يرين في هذا العمل فرصة مناسبة لكسب بعض المال ورغم بعض الازعاجات لنساء يمتهنن أعمالاً جيدة إلا أن الحاجة والعزم على كسر الصورة النمطية يدفع بعضهن للاستمرار.

تعاني الفئة الشابة من نساء ورجال من قلة فرص العمل وضعف الأجور في ارتفاع تكاليف المعيشية التي باتت ترهق السوريين عموماً.

التجاوزات بحق الموظفين والعمال في سوريا ليس بأمر جديد، ففي ظل عدم وجود قوانين ناظمة تحفظ حق هؤلاء، فضلا عن عدم تقيّد الكثيرين ولا سيما المتنفذين والأغنياء بالقوانين، فإن الحال بات صعبا على الطبقة الفقيرة والمهمشة.

الحقوق المهضومة لأولئك العمال البسطاء المتعاقدين مع بعض الشركات على اختلاف طبيعتها، والذين ورغم حفنات المال القليلة “المُسماة راتبا” التي يتقاضونها يُجبرون في كثير من الأحيان على الدفع من جيبهم الخاص، وبمجرد حصول أي خطأ قد لا يكون لهم به أي ذنب، وهو ما يتطلب من الحكومة وضع قوانين ورقابة صارمة على حقوق العمال والموظفين بشكل عام في البلاد.

في سياق لجوء نسبة كبيرة من السيدات السوريات إلى العمل بمِهن تبدو غريبة، تقول نساء إن “الحاجة المادية هي أهم الأسباب التي تدفع المرأة للعمل جنبا إلى جنب مع الرجل”.

نتيجة للغلاء المعيشي المهول، وفي ظل تدني الرواتب والمداخيل، اتجهت نسبة كبير من الجامعيين للعمل في أعمال تبدو غريبة على المجتمع السوري، مثل تنظيف البيوت أو العمل في المعامل والمِهن الحرفية أو التجارة اليدوية الحرة، كتصميم حرفيات خزفية سواء خشبية أو فضة وبيعها للمحال التجارية.

كما يوجد بعض الشباب الجامعيين يعملون في بيع الخضار أو الفواكه أو أي مهنة أخرى في الأسواق، أو حتى سائق “تاكسي” أو عامل في مطعم، بغية إعالة أنفسهم وأُسرهم، وتغيير واقعهم الاقتصادي الهش إلى مستويات تتناسب مع الواقع المعيشي الصعب الراهن.

كما أن البعض يعمل في المطاعم والفنادق طمعا بوجود البقشيش والإكراميات، إذ غالبا ما يترك الزبون هامشا من المال على الطاولة للعامل.

غياب فرص العمل الجيدة، دفع نسبة كبيرة من الشعب السوري، وخاصة فئة الشباب، إلى التوجه نحو الأعمال الخاصة رغم صعوبة ذلك. لكن تحويل الوظيفة الحكومية إلى مجرد مضيعة للوقت، بحسب آراء معظم الشباب داخل سوريا، عزز قدرتهم على العمل في وظائف أخرى، يكون مردودها المادي أفضل من الحكومي.

هذا ويكافح هؤلاء والشباب وتلك السيدات، ويواجهون الصعوبات الاقتصادية وتشغلهم هموم الحياة بغية تأمين قوت يومهم الذي يحتاج لكثير من الجهد والروية والإصرار. ويبدو أن ثمة مِهنٌ أخرى ما زالت الأزمة السورية ستكشف عنها في الفترات المقبلة مع تدهور الوضع الاقتصادي الذي ليس هناك ما يؤشر بوجود تحسّن أو انفراجة فيه.