لكل السوريين

في ظل تهديدها للأطفال وقلة أدوية تعالج عضاتها.. انتشار للكلاب الشاردة في حمص

حمص/ بسام الحمد

تنتشر الكلاب الشاردة في حمص لا سيما في المناطق المهجورة والتي تدمرت بفعل الحرب التي دارت في المدينة بشكل كبير وبات مصدر قلق لكثير من أهالي الأحياء المأهولة المجاورة.

شهدت مناطق في حمص انتشاراً واسعاً للكلاب بأعداد تتجاوز المئات؛ نتيجة تحول بعض المناطق المدمّرة خلال سنوات الحرب إلى بيئة مناسبة لانتشار الحيوانات من الكلاب والجرذان.

ولا تخلو هذه المناطق من انتشار الجرذان والكلاب التي تتغذى بطبيعتها على بقايا والقمامة. وانتشار الحشرات لم يتوقف الأمر على أعباء ترميم المنازل التي عانى منها الأهالي، بل كانت الأمراض المنتشرة بفعل القذارة وهجمات الكلاب هي ضريبة إضافية على حساباتهم، فانتشار أفواج الكلاب التي تجاوز عددها المئات كان أمراً غير محسوب بالنسبة إليهم.

إذ يتعرض الأطفال ولا سيما ممن يلعبون في الشارع إلى ملاحقة الكلاب وهجماتهم، وعند خروجهم إلى مدارسهم صباحاً. حيث تبدأ الكلاب بالخروج مساءً وحتى الصباح، وخلال ساعات الليل لا يهدأ النباح الذي يتعالى من عشرات الكلاب في البيوت المهجورة أو فوق “التلال” كما يسميها الأهالي وهي أكوام التراب والحجارة من الأبنية المدمرة.

يخيف نباح الكلاب النساء ويمنع الأطفال من النوم ولا سيما في الحارات التي ما تزال شبه مهجورة وخالية إلا من بضعة بيوت عاد أهلها إليها.

في الوقت الذي تعاني فيه المراكز الصحية في حمص من نقص في الدواء بشكل عام، إلى جانب عدم تخديم المنطقة طبياً طوال النهار؛ إذ تخلو من الأطباء والممرضين وتغلق أبوابها بعد انتهاء فترة الظهيرة.

كذلك تخلو بعض المشافي والمراكز الطبية من لقاحات داء الكلب أو لقاحات الكزاز، ويتم توجيه جميع الحالات إلى مشفى الباسل، فيما لم تحدد المشفى عدد الحالات الواردة إليهم شهريا، لكنها كبيرة وفق ما كشف أطباء.

واللقاح المخصص لعضات الكلاب هو أربع جرعات تعطى على ثلاث دفعات لضمان عدم إصابة الحالة بداء الكلب؛ الذي يعد مرضاً فيروسياً قاتلاً ولا تظهر أعراضه إلا بعد تأزم الحالة ووصولها إلى مناطق حساسة عصبياً (رأس، عنق) أو بعد وفاة الشخص.

وجميع اللقاحات مصدرها منظمة الصحة العالمية ما يجعل المراكز خالية من اللقاحات عند مراجعة المواطنين لها، الأمر الذي يدفع المواطنين إلى شراء هذه اللقاحات على حسابهم الشخصي من صيدليات محددة بأسعار لا تتناسب مع وضعهم المعيشي؛ فكل جرعة تكلف نحو 250 ألف ليرة سورية، وبحسبة بسيطة يكون المواطن بحاجة إلى ما يزيد على المليون ليرة للعلاج بعد أن يعضّه الكلب.

ويلعب الجهل دوره في هذه القضية، فالمواطن لا يدرك مدى خطورة الأمر على حياته، ولا سيما في حالة الفقر السائدة وعدم توفر اللقاح بصورة دائمة في المركز المخصص؛ فيستغني عن العلاج عندما يدرك أنه سيكلفه مليون ليرة سورية.

وينتقل داء الكلب باللعاب أو بتعرض شخص سليم للعضّ من شخص مصاب. أما أعراضه فهي: التعب والإعياء والضيق والاهتياج والحمى ورِهاب الماء، وفي مراحل متقدمة: نوبات الاهتياج العنيفة والانفعالات اللا إرادية والهلوسات.

وتقتصر الحلول على قتل هذه الكلاب بالرصاص من قِبَل الأهالي الذين يملكون أسلحة “مُرخصة”؛ أو من خلال وضع المواد السامة في الأطعمة المرمية أمام مكبات النفايات، إلا أنّ العدد الكبير للكلاب يجعل تنفيذ الحلول الفردية أمراً مستحيلاً.