لكل السوريين

رياضة رفع الأثقال بالرقة مسيرة حافلة بالإنجازات

تعتبر رياضة رفع الأثقال بالرقة من الألعاب البارزة والتي استطاعت رغم صعوبتها وضعف الإمكانيات، وقلة توفر الأجهزة التي تحتاجها هذه اللعبة من أن تفرض نفسها بقوة وتسيطر على كثير من البطولات المحلية وتنفرد بتسجيل الأرقام القياسية على مستوى سوريا.

ويعود تفوق رياضة رفع الأثقال في الرقة، إلى وجود أشخاص عملوا بأمانة وغيرية وتعبوا وضحوا كثيراً من أجل تطور وبروز هذه اللعبة بشكل واضح في المدينة.
ويعرف الجميع أن الراحل المدرب حسين الصالح كان وراء تفوق وتميز هذه اللعبة في الرقة، من خلال إشرافه على تدريب عدد من الأبطال الذين سيطروا على المراكز المتقدمة في بطولات الجمهورية ومنهم البطلان الدوليان ثامر محمد وجمال حمو كذلك يسجل للراحل المدرب محمد الشواخ  دور كبير في تطور اللعبة وإنجاب العديد من الأبطال الذين نجحوا بتحقيق مراكز متقدمة في البطولات والحصول على الكثير من الميداليات على مدى فتره طويلة.

وقد كسبت رياضة رفع الأثقال بالرقة شهرة كبيرة نتيجة تفوق أبطالها ليس على مستوى سوريا بل على المستوى العربي والدولي، وكانت بداية انتشارها بشكل واسع في نهاية السبعينات حيث كانت المدينة تشارك في بطولات الجمهورية لكن التحول الكبير الذي شهدته هذه اللعبة كان في منتصف التسعينات بعد الإنجازات القارية التي حققها البطلان ثامر محمد وجمال حمو ومن ثم جاء بعدهم عدد من الأبطال أمثال ثائر مونة وزهير الصالح وآزاد أواديس ومصطفى شموط وجاسم محمد وميزر محمد وإبراهيم حميدي.

ولو استعرضنا مسيرة أهم بطلين في تاريخ اللعبة نجد أن البطل ثامر محمد بدأ بممارسة رفع الأثقال في عام 1987بتشجيع من خاله البطل والمدرب الدولي حسين الصالح الذي تولى الأشراف على تدريبه وخلال سنوات قليلة استطاع التفوق بشكل كبير نتيجة التزامه بالتدريب ورغبته بالتفوق فحصد مئات الأرقام المحلية وسيطر على بطولات الفئات واستمر صعوده ليصبح من أبرز رباعي سورية خلال حقبة التسعينات حيث شارك في كافة البطولات العربية والآسيوية وحطم العديد من الأرقام السورية والعربية وزار العديد من الدول العربية والأجنبية عبر مشاركاته في البطولات والمعسكرات وظل مسيطراً على بطولة وزنه لحين ابتعاده بعد حادثة المؤامرة عليه في بطولة العرب التي أقيمت في السعودية عندما تم إشراكه بوزن غير وزنه الأساسي ليفسح المجال لأحد أبطال دولة خليجيه للفوز ببطولة وزنه.

أما مسيرة البطل الآخر جمال حمو الذي نجح من خلال حبه وعشقه لرياضة رفع الاثقال من البروز فيها بشكل واضح عندما توج بطلاً لوزنه لعدة سنوات على مستوى القطر بعد مسيرة طويلة من التدريب الجدي المستمر لعدة سنوات ورغبة صادقة في الوصول إلى أعلى المستويات واعتلاء منصات التتويج بجدارة واستحقاق وقد نجح من خلال وصوله لتمثيل منتخب سورية الوطني لمدة 7 سنوات وسط منافسة قوية بين عدد كبير من الرباعين من جميع المحافظات لكنه استطاع بفضل نشاطه وقدراته الكبيرة التي اكتسبها من خلال تدربه على يد مدرب قدير أن يفرض نفسه كبطل متميز.

واستطاع خلال تلك الفترة التي قضاها مع المنتخب الوطني المشاركة في عدد كبير من البطولات العربية والآسيوية ونجح في عام 1992 من الحصول على المركز الأول في بطولة العرب لفئة الشباب والمركز الثاني في الدورة العربية السابعة التي جرت في دمشق

كما أحرز المركز الأول في البطولة العربية العاشرة للأثقال التي جرت في مصر في نفس العام، وحصل على المركز الثاني في بطولة النامجو في إيران كذلك حصل على المركز الثالث في بطولة سكاريا في تركية للرجال والمركز الأول في بطولة فئة الشباب.

ويسجل له أن الأرقام القياسية التي كان يسجلها في وزنه تفوق أرقام أبطال الأولمبياد في الخطف و”النتر”، فمثلاً الرقم العالمي في وزنه هو 159 خطف والنتر 202 وهو سجل في رفع الخطف 180 كغ وفي النتر سجل 220 كغ،

لكنه لم يستمر طويلاً في ميدان اللعبة لأنه تعرض لإصابة قاسية في الحوض منعته من المشاركة في بطولة الأولمبياد، وحالياً يتابع نشاطه في السعودية بتدريب الأبطال بعد أن افتتح عدة صالات تدريبية هناك.