لكل السوريين

“خان الجورة”.. إرث حضاري يعاني الإهمال

حلب/ خالد الحسين

أحداث كثيرة حلت على أهالي هُجر أغلبهم خارج سوريا، ومن أهم المناطق في حلب التي هجرها تجارها وروادها خان الجورة، الذي لم تعد إليه الحياة بعد عودة أهالي المنطقة إليها وليأتي الزلزال في ٦ شباط الماضي ويزيد الصاع صاعين وحتى الأن لم يرمم هذا الخان الذي يشكل واجهة حضارية لمدينة حلب.

و يقع خان الجورة أمام خان الكتان، ضمن المدينة القديمة في حلب و سميّ بخان الجورة لأنه يقع ضمن منخفض أرضي داخلي.

يتم الدخول للخان من خلال باب خشبي قديم، نستطيع من خلاله الولوج إلى دهليز تتموضع داخله أربع غرف، ثلاث منها جهة اليسار، وواحدة جهة اليمين.

ونستطيع مشاهدة تموضع الغرف بشكل طابقي على الشكل الآتي الطابق الأرضي المنخفض ننزل إليه عبر سبع  درجات يحوي تسع غرف وقبو واحد ينزل إليه بدرج، كان يستعمل هذا القبو قديماً معملاً للكرتون العائد لصاحبه الحاج أبو شجاع أما بالنسبة للطابق الأول فهو يتألف من تسع غرف، منها ما يتصدر مكان الدخول إلى الخان، كما يحتوي على درج من جهة اليمين ينزل من خلاله إلى الطابق الأرضي المنخفض (الجورة).

وبالنسبة للطابق الثاني نصعد إليه من خلال درج موجود عند جهة اليسار من مدخل الخان ويتألف من حوالي سبع عشرة غرفة علويّة تشرف بعض الغرف الأمامية منه على الشارع الفرعي لخان الكتّان، القريب من خان الوزير كما تشرف بعض الغرف الخلفية منه على سوق الدهشة الذي يقع خلف خان الجورة مباشرة.

تتوزع غرف هذا الخان كما أشرنا سابقاً ضمن طابقين وأرضي منخفض، مع عدم وجود مساحة كبيرة لصحن الدار التي نراها في معظم خانات حلب ربما يعود السبب لصغر حجم هذا الخان مقارنة مع باقي الخانات.

مع مرور الزمن تغيرت طبيعة عمل هذا الخان، وأصبح يضم محالاً لبيع الأقمشة المتعددة، كما يباع داخله شوادر لتغطية السيارات، وبيوت العرب جميعها كانت مصنعاً محلياً، كما كان يوجد داخل هذا الخان مكوجي لكي الأقمشة والجلابيات.

أصحاب المحلات في الخان هم آل عزيزة وهم تجار أقمشة، أبو النور ميمة للنجارة العربية القديمة، أبو حسن حاضري تاجر أقمشة، محمد موصللي الشهير بتصنيع اللباس العربي ..إلخ .

تعرض هذا الخان للنهب والحرق عام ٢٠١٢ م، ومن ثم تأثر بزلزال حلب في شباط ٢٠٢٣ م من عامنا الحالي، ومازال مهملاً ومهجوراً بعد أن غادره أصحابه لتلك الأسباب.

نأمل ترميمه وعودة الأمل لجميع أسواق وخانات حلب، التي كانت تضج بالحياة والعمل.