لكل السوريين

سيناريوهات مستقبل قطاع غزة.. بعد توقف الحرب

أعلن نتانياهو أن “إسرائيل ستتولى المسؤولية الأمنية الشاملة في قطاع غزة بعد الحرب لفترة غير محددة”، وربط في مقابلة مع شبكة إيه بي سي نيوز الأميركية، “تولي المسؤولية الأمنية بالإرهاب”، وقال “عندما لا نتولّى هذه المسؤولية، فإن ما سنواجهه هو اندلاع إرهاب حماس على نطاق لا يمكننا تخيله”.

ويعكس هذا الإعلان توصيات وزارة الاستخبارات لإسرائيلية، وقرارات غلاة المتشددين في حكومته التي تدعو إلى طرد سكان غزة إلى سيناء.

كما يتماشى بشكل واضح مع أهداف اليمين الإسرائيلي الذي يرفض الاعتراف بوجود شعب فلسطيني، ويعتبر اتفاق أوسلو خطأ تاريخياً، وقام باغتيال إسحق رابين لإفشال هذا الاتفاق.

ورغم تصريحات نتانياهو، زعمت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنه من المبكر التحدث عن سيناريوهات حول مستقبل قطاع غزة الذي يجب أن “ينزع السلاح فيه”، لكنها أشارت إلى أنها “تتشاور مع دول أخرى بشأن هذا الوضع”.

وقال الناطق باسم الحكومة “من السابق لأوانه التحدث عن سيناريوهات مرحلة ما بعد حماس”.

رفض فلسطيني

رفضت السلطة الفلسطينية أي نقاش رسمي حول كيفية إدارة غزة بعد انتهاء الحرب، وأصرت على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار الآن.

وخلال اجتماع عقد بينهما في رام الله، رفض رئيس السلطة الفلسطينية مناقشة إدارة غزة بعد الحرب مع وزير الخارجية الأميركي بلينكن، وفقاً لمستشار عباس الذي حضر الاجتماع.

وأكد المستشار على أن الحكومة الفلسطينية “تتوقع أن تشارك في إدارة قطاع غزة مستقبلا، باعتبارها الجانب الوحيد الذي يتحمل المسؤولية عن غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية”.

وبدوره أشار قيادي في حركة فتح الفلسطينية إلى أن السلطة لن تقبل أن “تعود إلى غزة على ظهر طائرة أو دبابة إسرائيلية”.

وقال منير الجاغوب “إذا قبلت تولي السلطة سيكون ذلك ضمن اتفاق شامل لكل الأراضي المحتلة من الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”، وذكر أنه تم إبلاغ ذلك  للوزير بلينكن عند لقائه مع عباس، وخلال وجوده في العاصمة الأردنية لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب.

مصر ترفض إدارة القطاع

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، نقلاً عن مسؤولين مصريين أن “الولايات المتحدة اقترحت على مصر إدارة الأمن في قطاع غزة بصفة مؤقتة”، إلّا أن القاهرة رفضت.

وحسب الصحيفة، ناقش مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية المقترح مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المخابرات عباس كامل.

ويأتي المقترح وفقا للصحيفة “حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من تولي المسؤولية الكاملة بعد هزيمة حماس في الحرب الدائرة حالياً بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المصنفة على لائحة الإرهاب”.

ورفض السيسي الاقتراح، قائلا إن “مصر لن تلعب دوراً في القضاء على حماس لأنها تحتاج إلى الجماعة المسلحة للمساعدة في الحفاظ على الأمن على الحدود”، وفقا لما نقلته الصحيفة.

تعايش مشترك

أثارت تصريحات نتانياهو مخاوف أميركية بشأن نوايا إسرائيل المستقبلية، ودعا بلينكن إلى تعايش مشترك بين الإسرائيليين والفلسطينيين “في مساحة خاصة بهم، مع توفير تدابير متساوية من الأمن والحرية والفرص والكرامة”.

وقال على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع “لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع، ولا محاولة لحصار غزة، ولا لتقليص في أراضي غزة”.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “نعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا مسؤولين عن مستقبلهم ويجب أن يكونوا الصوت الحاسم والعامل في مستقبلهم”.

ووصفت محللة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بمركز أبحاث المجلس الأطلسي هذا التصريح بأوضح تصور للولايات المتحدة لغزة ما بعد الحرب، واستأنفت “ليس من الواضح ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية تفكر بطريقة مماثلة، ما من شأنه أن يحدد المرحلة التالية من المفاوضات الأميركية الإسرائيلية العربية”.

إدارة رباعية

يشير مراقبون إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى أن تتولى إدارة قطرية مصرية سعودية إماراتية للقطاع، لقطع الطريق على إيران التي تدعم حماس، وعلى روسيا التي تسعى لتوسع نفوذها في المنطقة.

حيث يرى صنّاع  السياسة الأميركية أن نهاية الحرب دون حل إقليمي يعمّق الانقسامات القائمة حالياً، ويشكّل انتصاراً لحماس وإيران وروسيا.

ويعتقدون أنه من وجهة النظر السعودية، فإن الإدارة الرباعية يمكن أن تضفي الشرعية على محادثات السلام مع إسرائيل، ومن وجهة النظر الإماراتية، تمثل هذه الإدارة فرصة للتأكيد على كونهم قادة لعملية اتفاقات إبراهام التي تتم فيها معالجة القضية الفلسطينية بشكل مناسب.

وبناء على ذلك، يعتقدون أن الدبلوماسية الغربية تحتاج إلى التركيز على إنشاء حكومة مشتركة قطرية وإماراتية وسعودية ومصرية لإدارة الشؤون الخارجية والحدود والرعاية الصحية والبنية التحتية والتعليم في غزة بعد الحرب لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات أثناء عمليات إعادة البناء والإصلاح.