لكل السوريين

القمة العربية الإسلامية.. تحذّر من التداعيات الكارثية للعدوان الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي تنتقد قراراتها

تقرير/ لطفي توفيق

أنهت القمة العربية الإسلامية الطارئة أعمالها في العاصمة السعودية بإصدار بيان ختامي مطوّل تضمّن رؤية المشاركين بها للوضع المتأزم في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة.

وكان من المقرر أن تعقد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قمتين منفصلتين، غير أن وزارة الخارجية السعودية أعلنت عقد قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية، “استشعاراً من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يعبّر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة”.

وقالت السعودية في بيان رسمي “استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة، وبعد تشاور المملكة العربية السعودية مع جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، تقرّر عقد قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية بشكل استثنائي في الرياض”.

وحسب الأمين العام المساعد لها، هدفت الجامعة العربية من القمة إلى إظهار “كيفية التحرك العربي على الساحة الدولية لوقف العدوان ودعم فلسطين وشعبها وإدانة الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على جرائمه”.

وكما كان متوقعاً، لم تناقش القمة مقترح نشر قوات عربية في قطاع غزة، بعد رفض الأردن ومصر أي نقاش يتعلق بمقترح نشر قوات منهما في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

البيان الختامي

أكد البيان الختامي للقمة أنه ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والسلام فإنه لا يمكن لإسرائيل ولا لأي دولة أخرى في المنطقة أن تنعم بهما.

وطالب بكسر الحصار عن غزة ودخول قوافل المساعدات فوراً، ودعا الدول إلى الوقف الفوري لتصدير الأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال والمستوطنون الإرهابيون لقتل الفلسطينيين.

وحمّل إسرائيل مسؤولية استمرار الصراع وتفاقمه، وطالب المحكمة الجنائية الدولية باستكمال التحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية، وحثّ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على التحقيق في استخدام إسرائيل أسلحة كيميائية، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في أقرب وقت.

كما أكد البيان على “مركزية القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع لتحرير أراضيه المحتلة، وتلبية حقوقه، وخصوصا حقه في تقرير المصير والعيش في دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس”.

وحذّر من التداعيات الكارثية للعدوان الانتقامي الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة، وما ترتكبه من جرائم همجية في الضفة الغربية والقدس، ومن الخطر الحقيقي لتوسع الحرب نتيجة رفض إسرائيل وقف عدوانها، وعجز مجلس الأمن عن تفعيل القانون الدولي لإنهائه.

ردود فعل فلسطينية

علقت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على البيان الختامي للقمة في بيان لها قالت فيه “صيغ الإدانة والمطالبة والدعوة التي ضج بها البيان الختامي، توحي وكأن البيان صادر عن هيئة غير ذي صلة بما يجري من مجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة”.

وأشار بيان الحركة إلى أن البيان الختامي للقمة “يعكس تنصل الدول العربية والإسلامية مجتمعة من مهامها، والنأي بنفسها عن واجبها في حماية الأمن القومي العربي والإسلامي، والتخلي عن فلسطين وأهلها للكيان الصهيوني ورعاته الغربيين”.

وأضاف “ربما كان البيان ليكتسب شيئاً من المصداقية لو بادرت الدول العربية والإسلامية المطبعة مع الكيان إلى قطع علاقاتها معه، أسوة ببعض دول أمريكا اللاتينية التي لا تربطها بفلسطين وشعبها لا العروبة ولا الإسلام”.

وكانت حركة حماس قد وجهت رسالة للزعماء المجتمعين بالرياض دعتهم فيها إلى “اتخاذ قرار تاريخي وحاسم بالتحرك لوقف العدوان الصهيوني على غزة، وتوظيف كل أوراق القوة العربية والإسلامية لإنفاذ ذلك”.

وجاء في رسالتها “ندعو إلى تشكيل لجان في كل التخصصات الطبية والإنسانية والإغاثية والبرلمانية، والتوجه فوراً نحو معبر رفح المصري الفلسطيني، لإدخال كل المواد الإغاثية والطبية والغذائية والوقود، لإنقاذ المستشفيات في قطاع غزة التي خرجت أو ستخرج عن الخدمة، قبل أن تتحول إلى مقابر جماعية ومجازر يندى لها جبين الإنسانية”.

وأشارت الحركة إلى أن حصار المستشفيات في قطاع غزة، وقصفها بكل أنواع الأسلحة الأمريكية، ومنع وصول الوقود والماء والغذاء ووسائل التواصل والتنقل، وكل مقومات الحياة الإنسانية للمرضى والجرحى والنازحين، جريمة نكراء ضد الإنسانية وحرب إبادة جماعية “يتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية كل من يقف عاجزاً عن التدخل الفوري لوقف هذه المجزرة المروعة والكارثة الإنسانية”.