لكل السوريين

الفواكه في حماة حكر على الأغنياء دون الفقراء

حماة/ جمانة الخالد

سجّلت الفواكه مؤخرا أسعار مرتفعة متأثرة بانهيار قيمة العملة المحلية، حيث بلغ سعر كيلو العنب نخب أول 10 آلاف ليرة سورية، والنخب المقبول المتوسط مبلغ 8 آلاف للكيلو الواحد، أما التين سعر الكيلو الواحد منه بلغ 12 ألف، والإجاص والدراق 8 آلاف، أما الخوخ 4 آلاف.

كانت الفواكه في سوريا لا سيما في حماة متاحة للجميع؛ ولكن اليوم تشهد هذه الأصناف تحولا كبيرا حيث أصبحت حكرا على الأغنياء، وهذا التحول ليس مجرد تغيير في الأسعار، بل هو تعبير عن تفاقم الفوارق الاقتصادية في المجتمع السوري، ويشير إلى وجود فجوة كبيرة بين الطبقات والمناطق في البلاد، كما يكشف عن تأثير التضخم والنقص على مستوى المعيشة والصحة والتغذية للسوريين.

حيث أصبح الموز سلعة نادرة وغالية في سوريا، حيث يُباع بأسعار خيالية تفوق قدرة الكثيرين على شرائه، وليس من المتوقع أن تجد الموز في المحال التجارية بسعر رخيص، فهي تحتفظ به كسلعة فاخرة تبيعها بمبالغ طائلة.

بل حتى على البسطات المتنقلة في الشوارع، وبكميات قليلة وبنوعية سيئة، وصل سعره إلى 40 ألف ليرة سورية للكيلو، وهذا السعر يصدم كل من يسمع به، حتى لو لم يكن ينوي الشراء، فالموز كان يُباع بسعر أقل بكثير في السنوات الماضية، حتى في فصل الشتاء الذي ينخفض فيه إنتاجه، لكن الآن أصبح الموز حكرا على الأغنياء، كما هو الحال مع الفواكه المحلية الأخرى، التي شهدت ارتفاعات جنونية في الأسعار، لأسباب غير منطقية، تجعلها خارج متناول العائلات محدودة الدخل.

تذوق الحلوى الطبيعية بات بحاجة إلى معجزة لتحقيق هذا الرغبة، مع ملاحظة أن الارتفاع الجنوني يشمل كل الخُضر والفواكه بما فيها المحلية، وبات الموز المنتج الصعب، حيث وصل سعره إلى 60 ألف ليرة سورية، كونه يدخل بكميات قليلة بشكل نظامي نظرا لمنع استيراده هذه الفترة.

لكن مع دخول الموز اللبناني، الذي تعتمد عليه الأسواق المحلية انخفض السعر إلى حدود 37 – 40 ألف ليرة، بالتالي عند توريد كميات أكبر وطرحها في السوق كما هو متوقع سينخفض سعره وينكسر سعر الصومالي، الذي يفضله بعض الناس كنوع من الفانتازيا، مع أن الطعم ذاته.

أصبحت الفواكه سلعة نادرة وغالية في سوريا، وخرجت من متناول الغالبية العظمى من السوريين، وأصبحت حكرا على الأغنياء الذين يستطيعون شرائها بأسعار خيالية.

كيلو الموز كان يباع العام الماضي بمثل هذه الفترة بـ 15- 20 ألف ليرة، لكن اليوم أثر ارتفاع سعر المحروقات وخاصة المازوت والبنزين بشكل كبير على أسعار الموز، كحال الفواكه والخضر المحلية، حيث ارتفعت تكاليف الإنتاج والتشغيل وأجور النقل والشحن بين المحافظات وسوق الهال ومحال المفرق، وإيجارات المحال ورواتب العمال وغيرها، إذ تضاف كل هذه التكاليف إلى سعر المادة، التي يتحمل تبعتها في النهاية للأسف المستهلك.

خلال السنوات الماضية، كان هناك إقبال على زراعة عدة أنواع من الفواكه، وذلك بسبب العائد الجيدة التي تعود بها على المزارع، مقارنة بزراعة الخضار والفواكه المحلية، إذ إن ارتفاع تكاليف الزراعة، جعلت من المزارع غالبا الطرف الخاسر، في ظل غياب الدعم الحكومي لعمليات الإنتاج.

أصبحت الفواكه الاستوائية منتشرة بشكل واسع في الأسواق السورية، ومعظم زبائنها من الطبقة الغنية، حيث أن متوسط سعرها يصل إلى 150 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، وتتوفر في معظم متاجر بيع الخضار والفواكه.

يبدو أن زيادة الرواتب والأجور كانت بمثابة قنبلة فجّرت أسعار السلع والخدمات خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ إن الزيادة بنسبة مئة بالمئة على الرواتب، كانت انعكاساتها مضاعفة على الأسواق، حيث شهدت معظم السلع ارتفاعا وصل إلى 200 و300 بالمئة، فضلا عن القرارات الحكومية الخاصة برفع الدعم عن بعض المواد الأساسية.