لكل السوريين

لكسر شوكة التجار وارتفاع الأسعار.. اقتصاد المرأة تشرف على مشغل خياطة في الرقة

الرقة/ مطيعة الحبيب

اقتربت نساء من مدينة الرقة، شمال شرقي سوريا، من الانتهاء من مشروع مشغل الخياطة، الذي تشرف عليه لجنة اقتصاد المرأة في المدينة.

المشروع الذي كان قد انطلق منذ عدة أشهر سيبصر النور خلال الأيام القادمة، ما سيعني بأن النساء المشرفات على المشروع قد اجتزن مراحل كثيرة في تجهيزه.

ويعتبر المشغل النسوي من المشاريع التي تعنى بها لجنة اقتصاد المرأة بالتنسيق مع مركز الهلال الذهبي التابع للجنة الثقافة في الرقة.

وحول هذا الموضوع، وللتعرف على آلية العمل في المشغل، التقت مراسلة صحيفتنا في الرقة، مع إيمان عبود، التي تشغل منصب الإدارية في مركز الهلال الذهبي لثقافة المرأة، والذي يتم الإشراف من خلاله على المشغل، بدعم مطلق من لجنة اقتصاد المرأة.

وتقول إيمان، “باشرنا بالتحضير لافتتاح مشغل للخياطة، يستهدف اليد المنتجة من النساء، والفتيات اللواتي يعملن على تنمية قدراتهن في مهنة الخياطة، والتصدي لكسر ارتفاع أسعار أجور الخياطة التي أصبحت لدى أكثر التجار فرصة لتلاعب بأسعار الأجور دون مراعاة الوضع الاقتصادي”.

وتضيف، “بالتنسيق مع لجنة اقتصاد المرأة في الرقة ومشاركة مركز الهلال الذهبي، نحن الآن بصدد الانتهاء من تجهيزات مشغل الخياطة الذي يستهدف الفتيات اللواتي يمتلكن خبرة في خياطة فلكلور عربي وكردي وخياطة الفساتين بجميع أشكالها وجميع المقاسات”.

وأكدت قائلة، “نحن في هذا المشغل استهدفنا أعمار الفتيات من سن السادسة عشر وما فوق، هذه الفئة من الأعمار لديه حماس في الإنتاج والعمل، كما أنها قادرة على أن تأسس نفسها بنفسها لكي تثبت للعالم ومن حولها إنها من الفئة المنتجة التي ولديها طموح في كسر أسعار الأسواق على رغم ارتفاع الأسعار”.

وتضيف، “مشغلنا يحتوي مبدئياً على مكينات خياطة عدد اثنين مع مكينة حبكة وعدة أنواع من الخيطان وبعض لوازم الخياطة، وهذا كان دعما مقدم من اقتصاد المرأة لبدء بهذا المشروع، كما تم تعيين خياطتين من ذات الخبرة الجيدة في الخياطة مدربات ومؤهلات لتكن قياديات في إنجاز هذا المشروع الذي بدأنا به بتجهيزاته البسيطة”.

وتشير في مجمل حديثها، إلى أن الأجور في هذا المشغل، تعتمد على الكوبراتيفات بحسب الإنتاج، وهناك نسب توزع على المشاركات في هذا المشغل بنسب متساوية ترضي الجميع مبدئيا عمل الخياطات سوف يكون ضمن مركز الهلال الذهبي، ومع الأيام سوف يكون تلبية طلبات الزبائن من خارج المركز، حسب قولها.

ونوهت إيمان بقولها، “هدفنا من هذا المشروع دعم النساء اللواتي ليس لديهن معيل لتحسين أوضاعهن المعيشية”، لافتة إلى أن الفتيات اللاتي تعملن في المشغل قد اكتسبن خبرات متعددة من خلال المشغل، وأنه سيساهم في تطوير الوضع الاقتصادي الخاص بهن.

ويعتبر مشروع الخياطة، حسب إيمان، من المشاريع التي انتشرت  وبكثرة في الآونة الأخيرة نتيجة للإقبال الكبير من الناس، وخصوصا الملابس النسائية وحتى الأطفال، ولكن هناك عائقا كبير لا يمنح الاسرة ذات الدخل المحدود بدفع أجور الخياطة من قبل أصحاب محلات الخياطة.

وفي ختام حديثها، تؤكد بأنهن ستقمن بإنشاء مشاريع أخرى على غرار المشغل، لتكون نواة حقيقية لدعم المزيد من المشاريع النسوية، لافتة إلى أن إنجاح المشغل سيؤدي إلى كسر السوق، وسيقلل من احتكار التجار لأسعار الألبسة.

ولعبت لجان المرأة، ولا سيما لجنة الاقتصاد دورا كبيرا في تطوير الموضع المعيشي لعدد من الأسر الفقيرة، ولا سيما الأرامل والمطلقات.