لكل السوريين

الهروب من قطع الكهرباء والحر والرطوبة العالية, إلى الحدائق والغابات في اللاذقية

اللاذقية/ سلاف العلي

الغابات والجبال في ريف اللاذقية والحدائق والمنتزهات في مدن اللاذقية، منذ دخول أواخر الربيع وحتى الان في صيف تموز تستقبل العديد من العائلات ومجموعات الشبان والصبايا على ولائم المتة والشاي وعلى الغداء إذا توفرت الكلفة المادية التشاركية حيث يسود الرقص والغناء والأحاديث الحلوة، لكن الحدائق العامة في جبلة والقرداحة واللاذقية تشهد في المساء ضغطا كبيرا وحضورا جميلا من قبل كبار السن والنساء وذلك لعدم توفر حدائق بشكل يتناسب واعداد المواطنين في كل مدينة من مدن اللاذقية، علاوة على توفر النظافة والتنظيف الكافيين .

السيد نظام تجاوز ال 75 سنة وهو من سكان مدينة جبلة ويخرج الى حديقة الباسل عدة مرات بالنهار وعند الغروب يجلس في الحديقة طيلة المساء حتى اخر الليل مه مع اهل بيته زوجته وبناته وأحيانا مع زوج او زوجين لبناته وفي الصباح يلتقي زملاؤه قال لنا: معظم الأهالي يحاولون الهرب من ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف والرطوبة العالية، خصوصا مع ارتفاع معدلات التقنين الكهربائي، حيث تصل معدلات التقنين في بعض المناطق إلى 22 ساعة يوميا، فضلا عن الأعطال المتكررة في الشبكة الكهربائية، هذا الإقبال المتزايد على الحدائق والمنتزهات اكثر من الكورنيش البحري، يأتي في ظل أن العديد من الأحياء السكنية في المدينة لا تحتوي على حدائق كافية وخاصة بعد اتساع سكن المدينة وبعد الزلزال ،حيث يضطر الأهالي للتوجه إلى الحدائق المركزية في المدينة، الأمر الذي يسبب ازدحاما شديدا على الحدائق العامة.

الصبية الجميلة طالبة هندسة عمارة سنة خامسة وهي من سكان ريف اللاذقية، اخبرتنا: كل شيء هنا مرتفع تكاليف النزول الى البحر والكورنيش بعد ان استعمروه وباعوه للمافيات بالقطاع الخاص وقطعوا نصيبنا من البحر نحن المواطنين المعترين إضافة الى ذلك ارتفاع تكاليف ارتياد المقاهي والمقاصف والمطاعم وفرت لنا أسباب مكرهة وجميلة بالتوجه الى اقرب غابة او قعدة بين الأشجار في الجبال رغم بشاعة وسائل المواصلات ومحاولة استغلال حاجتنا للهروب من الحر والرطوبة، فمثلا نحن مثل الكثيرين نتجه الى اقرب غابة  او أشجار عند بعض الزيارات المقدسة ونجهز جلسة ومعنا اكلنا وشربنا واحيانا نبقى في نزهتنا شبه اليومية للمساء ونتسلى ونشرب المتة والقهوة والشاي ونطبخ أحيانا وكله على الحطب وبدون تكلفة غاز او غيره، واهم شيء انها مجانية ومصاريفنا فيها لحاجاتنا وهي مشتركة بيننا ،وليست ملك لاحد انها ملك عام وتجدين العائلات والبشر بأعداد كبيرة.

رديف أبو محمد وهو من مهجري مدينة ادلب ويسكن في اطراف مدينة اللاذقية  قال لنا: يوميا من الصباح الباكر نهرب من فظاعة الشوب والرطوبة العالية والتعرق الى غابة من الغابات القريبة ونفترش الأرض مثل غيرنا على البسط والحضر والاسفنجات والمخدات التي نأخذها معنا من بيوتنا، وهنالك نلتقي أصدقاء وجيران والكثير ممن تعرفا عليهم بهذه الصيفية، وهذه الرحلة اليومية عرفتنا على أناس كثير واولادي صار لهم أصدقاء جدد من بيئتنا نفسها ، وجميعنا أناس معترين، ونعزم بعض على الشرب والاكل، لكن هذا الخروج من المنزل الى الطبيعة الجميلة تهدئ نفوسنا وضحكاتنا تملأ الفضاء، ورحلتنا اليومية لا تساوي تكلفتها 10% من تكلفة ارخص المطاعم والقهاوي على الكورنيش رغم ان الرطوبة تبقى كما هي، أحيانا نأخذ بعض الأطعمة البسيطة من المنزل ونذهب لأي غابة او شجرات حول الأماكن المقدسة هنا، ولا نستأجر لا طاولة ولا شمسية والماء هنا ماء نبع والحمد لله متوفر دائما ، واننا نختار الهروب من تمقطع شركة الكهرباء فينا ونصف ساعة وصل  بعد خمس ساعات ونصف قطع فقد كرهنا بيوتنا والكهرباء.

السيدة سحر ام ميشيل ولديها ثلاث صبايا جامعيات وشابين جامعيين واختها السيدة نهى ولديها ثلاثة شباب ، وهم جميعا من احدى القرى القريبة من اللاذقية ،قالوا لنا: نحن نخرج من بيوتنا الى الطبيعة عندما نكون مجتمعين وعندما يكون لدى الشباب فراغ او بعد الامتحانات ، ان الغابات والأشجار وهذه الطبيعة الرائعة بمروجها الخضراء وبمياه النبع تبقى متنفسنا الوحيد وانها تشفي من كل الامراض، حيث ان مردودنا الشهري  لا يسمح لنا بالخروج إلى أي مكان يتطلب دفع مبالغة مالية كبيرة حيث ان أولادنا وبيوتنا وصحتنا بحاجة اليها، ولا قدرة لنا على ذلك، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر التيار الكهربائي في معظم الأوقات، يستطيع ابناؤنا الدراسة هنا ويرتاحون وينامون ويوفقون بدراستهم وامتحاناتهم.

أخيرا يشار الى انه تبقى في هذه الأماكن العامة قلة النظافة والامر هنا يعود الى الافراد انفسهم وهنالك تخوفات دائمة وحذرة من الحرائق.