لكل السوريين

في ظل صمت المجتمع الدولي.. نتنياهو يدعو لاجتثاث فكرة الدولة الفلسطينية وسموتريتش يدعو إلى إخضاع الفلسطينيين أو طردهم أو إبادتهم

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يجب العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن نتنياهو خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست قوله إن إسرائيل تريد بقاء السلطة الفلسطينية، وهي غير معنية بانهيارها ولكنها على استعداد لدعمها مالياً.

وأشار نتنياهو إلى الاستعداد لفترة ما بعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قائلاً إن من مصلحة إسرائيل وجود هذه السلطة ومواصلة عملها.

وجاءت تصريحات نتنياهو بالتزامن مع رفع حكومته وتيرة التوسع الاستيطاني بالقدس والضفة الغربية المحتلتين من خلال المصادقة على مشاريع جديدة لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية رغم المعارضة الدبلوماسية المعلنة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وأطراف دولية أخرى.

وحذّر متابعون للشأن الفلسطيني من قرار تفويض المتطرف بتسلئيل سموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية الذي يخوله تسهيل إجراءات عمليات الاستيطان وتسريعها، وأشاروا إلى أن هذا القرار يعكس طبيعة المشروع الذي يتبناه تيار الصهيونية الدينية، ويمثل خطورة على الفلسطينيين، فهو يؤمن بالعنف المطلق ضدهم، وتدعمه صهيونية دولية ليصبح لاعباً أساسياً في المشهد الإسرائيلي.

ويتوقع مراقبون أن يتسبب هذا القرار بانفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل تسارع المشروع الاستيطاني الإسرائيلي وغياب الجهود الدولية الجادة للتصدي  له.

ويرون أنه في حال حصول الانفجار المتوقع، سيجد العالم نفسه مضطراً إلى التدخل لوضع معادلة جديدة قد تحمل الاحتلال على التراجع عن مخططاته.

الجانب الفلسطيني يرد

رداً على تصريحات نتنياهو، أكدت الرئاسة الفلسطينية في رام الله أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.

وقال الناطق باسمها نبيل أبو ردينة إن تصريحات نتنياهو تظهر للعالم حقيقة النوايا الإسرائيلية الرافضة للشرعية الدولية والقانون الدولي.

ومن جانبها، قالت الخارجية الفلسطينية إن تلك التصريحات تمثل اعترافاً بسياسة حكومة نتنياهو المعادية للسلام.

ووصفت قرار تفويض المتطرف سموتريتش بالتصعيد الخطير، لأنه سيقود إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل، خاصة أنه أدى إلى الإعلان عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.

وقالت الوزارة إن التيار الذي يمثله سموتريتش يذهب بعيداً في محاولة تغيير الأوضاع على الأرض من خلال العقاب الجماعي الذي يفرضه على الفلسطينيين مثل إزالة قرى بأكملها.

ومن جهته، أشار النائب العربي في الكنيست الدكتور أحمد الطيبي إلى أن سموتريتش هو أكثر تطرفاً وخطورة من اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي وزعيم حزب القوة اليهودية، حيث إن لديه خطة عمل تقوم على ثلاثة خيارات، إما إخضاع الفلسطينيين وجعلهم رعايا للسلطة اليهودية، أو طردهم من فلسطين، أو إبادتهم.

صمت المجتمع الدولي

وجهت القيادات الفلسطينية انتقادات شديدة إلى تعامل المجتمع الدولي مع الفلسطينيين، واتهمته بالسماح للإسرائيليين بارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وقال محلل سياسي فلسطيني إن واشنطن كانت تعتبر المستوطنات غير شرعية، لكنها أزالت هذا التعبير، وباتت تكتفي بالقول إن المستوطنات تقف عقبة أمام السلام، وتساءل عن سبب عدم قيام المجتمع الدولي بتسليح الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم في القرى التي تتعرض للحرق من قبل المستوطنين.

ووصف أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح مخططات حكومة نتنياهو في المرحلة الحالية بالخطيرة، وقال إن سموتريتش يستحق لقب وزير إبادة، فلديه مشروع يقضي بالعمل على ترحيل الفلسطينيين وإبادتهم من أجل توسيع إسرائيل، ويصر على أن السلطة الفلسطينية لا تستحق الحياة.

وانتقد الصمت الدولي على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، كما انتقد تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، واعتبره بمثابة “خنجر في صدور الفلسطينيين”.

ورغم كل ما يحدث من خذلان دولي توقع أن السيناريو الوحيد سيكون إقامة الدولة الفلسطينية،

في حين يرى مراقبون أن حل الدولتين بات بعيداً بسبب قرارات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.