لكل السوريين

ترميم قلعة تدمر بين الظروف الأمنية ونقص التمويل

حمص/ بسام الحمد

لا زالت بعض المواقع الأثرية كقلعة تدمر دون ترميم، حيث تعرضت القلعة للتدمير على يد تنظيم (داعش) الإرهابي، ولا زالت أعمال الترميم دون تقدم وتعطلت بسبب أمور متعلقة بالأمن، ومخلفات من الألغام، ونقص التمويل.

وتضررت المواقع الأثرية جراء الحرب حينذاك، ومؤخراً جراء الزلزال الدامي الذي بلغت قوته 7.8 درجات والذي ضرب سوريا وتركيا في شباط الماضي.

وتشهد المواقع التراثية في بلاده حالة كارثية، وأنه من دون تنسيق جهود الحفظ والترميم.

وقبل الحرب، كانت تدمر، أحد مواقع التراث العالمي لليونيسكو الستة في سوريا، جوهرة تاج الآثار في البلاد، وهي منطقة سياحية كانت تجتذب عشرات الآلاف من الزوار كل عام، وكانت المدينة القديمة عاصمة دولة عربية تابعة للإمبراطورية الرومانية تمردت لفترة وجيزة وأسست مملكتها الخاصة في القرن الثالث، بقيادة الملكة زنوبيا.

وهدم “داعش” القلعة وقوس النصر والمسرح ومعبد بعل شمين التاريخي، واعتبروها موقعا لعبادة الأصنام، كما قطعوا رأس عالم بارز كرس حياته للإشراف على الآثار.

ومتحف تدمر مغلق، وتم نقل تمثال الأسد الذي كان يقف أمامه إلى دمشق لترميمه. ورغم ذلك بدأ السياح السوريون والأجانب في العودة إلى المنطقة.

وأوصت مجموعة من الخبراء الدوليين الذين تعاقدت معهم “يونيسكو”، الوكالة الثقافية التابعة للأمم المتحدة، العام 2019 بعدم بدء أي أعمال ترميم كبيرة في تدمر لحين إجراء دراسات مفصلة لتحديد أفضل سبل القيام بذلك.

على سبيل المثال إذا كانت مواد البناء الأصلية التي يمكن استخدامها لترميم الموقع شحيحة هل يستحق الأمر ترميمه بأقل قدر من الأصالة، أم أنه من الأفضل بدلاً من ذلك التركيز على توثيق ثلاثي الأبعاد لكيف كان.

وأرجئت مهام ترميم الموقع في البداية بسبب قضايا تتعلق بالأمن، منها الألغام الأرضية التي كان يتعين إزالتها. كما أن خلايا تابعة لـ”داعش” مازالت تشن هجمات في المنطقة بين الحين والآخر. كما يمثل التمويل مشكلة أيضاً، حيث أن هناك نقص كبير في التمويل حتى الآن لجميع المواقع في سوريا.

وتستثني العقوبات الأميركية الأنشطة المتعلقة بـ”الحفاظ على مواقع التراث الثقافي وحمايتها”. لكن بعض المشروعات المستثناة تواجه عراقيل مرتبطة بالعقوبات، منها حظر التصدير إلى سوريا للمواد المصنعة في الولايات المتحدة، وعلى المعدات مزدوجة الاستخدام، أي تلك التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية معاً، إضافة إلى تردد المؤسسات المالية في القيام بأي تعاملات مع سوريا.

حالياً تقوم روسيا، بترميم قوس النصر في تدمر، وهو أكبر مشروع يتم تنفيذه حتى الآن في الموقع.

وتسبب زلزال 6 شباط/فبراير في مزيد من الدمار لبعض المواقع الأثرية المتضررة بالفعل جراء الحرب، بأضرار في المباني السكنية والآثار.