لكل السوريين

ارتفاع الأسعار والإيجارات، فتيات حمص.. فساتين الاعراس والخطبة حلم صعب المنال

باتت النساء والفتيات في حمص تفكر ملياً عند دعوتها لعرس أو خطبة ما لأحد قريباتها أو صديقاتها، العامل الأول والأهم الذي يدفع النساء لقبول الدعوات من رفضها، هو تأمين الفستان المناسب، إذ باتت أسعار فساتين السهرات كما الإيجارات مرتفعة جداً قياساً بسعر الفستان الجديد.

في موسم الأعراس الذي يتزامن مع فصل الصيف، أصبح الحصول على بطاقة دعوة لحضور حفل زفاف أو خطوبة في سوريا أمرا مربكا يتطلب إنفاق مئات آلاف الليرات لحضور ساعة أو ساعتين من حفلة، خاصةً إن كانت الدعوة مخصصة لأكثر من فتاة في العائلة.

إذ أن التدهور الاقتصادي الكبير في سوريا، لم يعد يقتصر على فقط على النواحي المعيشية والأسعار، إنما انسحب على كل نواحي حياة السوريين ليجعل من بعضها حلما بعيد المنال، فالزواج وحتى حضور عرس أو خطبة، أصبح من الخطوات التي يصعب الإقدام عليها لدى غالبية السوريين، بل وحتى من سابع المستحيلات.

تختلف أشكال وأنواع الفساتين تبعاً لدرجة قرابة العريس أو العروس، ونوع المناسبة حفل زفاف أم حفل خطوبة، وتراوحت أسعار فساتين الخطوبة بين 400 ألف ليرة و1.2 مليون ليرة، أما فساتين أقرباء العرسان فتتراوح بين نصف مليون ومليون ونصف مليون ليرة.

وتراوحت أسعار فساتين السهرة البناتي من 50 ألف ليرة إلى 200 ألف ليرة تبعاً للموديل والنوعيات، وعلى الرغم من الأسعار المرتفعة كانت هناك بعض الأنواع الشعبية جداً الرخيصة بموديلات قديمة وجودة متدنية بأسعار تبدأ من 50 ألف ليرة للنسائي و25 ألف ليرة للبناتي.

ونتيجة ارتفاع الأسعار بشكل كبير، انتشرت ظاهرت استئجار الفساتين، إذ يتم تأجير الفستان ليلة واحدة بنصف ثمنه جديدا إن كان يؤجر لأول مرة، ونحو ربع ثمنه إن كان قد أُجر سابقاً أكثر من مرة أي أن موديله قديم ومستهلك.

وتشهد إيجارات الفساتين إقبالاً أكبر وليس الشراء، حيث انخفضت نسبة البيع بشكل كبير في الموسم وفقاً لحديثهم إلى أقل من النصف عن العام الماضي، نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعة الفساتين. وأشار أصحاب محال إلى أنهم باتوا يستخدمون أقمشة رخيصة في الصناعة ورغم ذلك لم ينتعش السوق.

وقد انتشرت محال كثيرة لتلبية الطلب المتزايد على الاستئجار، لكن لا يوجد إيجار فستان أقل من 30 ألف ليرة في المحال الشعبية جداً وللموديلات القديمة والنوعيات المتدنية الجودة، وقد يصل إيجار الفستان إلى750 ألفا.

وتلجأ معظم النساء اليوم، إلى استعارة الفساتين من الأقارب والمعارف والأصدقاء والجيران، بإيجارات رمزية أو مجاناً.

أما إيجار فساتين العروس الوسط والجيدة والممتازة، فتبدأ من مليون ونصف مليون ليرة وصولاً إلى 4 ملايين ليرة وخاصة لأنواع “الشك” النول، وأسعار الفساتين للشراء تبدأ من 2 مليون ليرة وصولاً إلى 7 ملايين ليرة.

وهناك بعض أنواع الفساتين الرخيصة، التي تبدأ أسعارها للشراء من نصف مليون ليرة كأقل سعر، وصولاً إلى مليون ونصف المليون، في حين تعتبر أسعار الفساتين التفصيل وفقاً لطلب العروس، أكثر كلفةً من شراء الفستان الجاهز، حيث لم نجد خلال الجولة فستاناً “تفصيل” للعروس أقل من مليون ونصف مليون ليرة.

كما أثر الواقع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه الشبان في عموم سوريا على تأخرهم في سن الزواج، حيث تقف المهور المرتفعة عائقاً في وجه كثير من الشباب السوريين المقبلين على الزواج نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية، وخسارة معظم الشباب لفرصهم في الدراسة والعمل، فأصبح الراغب بالزواج مضطراً إلى الاستدانة أو السفر لتأمين مهر عروسه، أو التخلي عن هذا الحلم بشكل نهائي بعد عجزه عن تأمين تكاليف الخطبة والعرس وتجهيز المنزل.