لكل السوريين

من الاشهر عالميا إلى الأسواء.. كيف تلاشت السياحة السورية

تقرير/ روزا الأبيض

نال قطاع السياحة بسورية نصيباً كبيراً من الخراب والتهديم، منذ اندلاع الثورة عام 2011، لتتراجع مساهمة القطاع بالناتج المحلي الإجمالي، أكثر من 13% إلى حدود صفرية خلال السنوات السابقة، قبل أن يخرج وزير السياحة خلال العام الماضي والجاري، ليعلن بداية انتعاش السياحة، من دون أن يفصح عن هوية السياح أو أسباب الزيارة أو نوعها، لأن سورية تسجل العابرين الذين لا يقضون 24 ساعة داخل البلاد، ضمن السياح، بحسب ما يقول نشطاء سوريين.

ويقول الخبير الاقتصادي صلاح يوسف أن السوريين المغتربين والمهاجرين الذين يدخلون سورية، مرغمين في جلهم، لزيارة أهليهم أو استصدار أوراق رسمية أو لبيع ممتلكاتهم، تسجلهم وزارة السياحة على أنهم سياح، رغم أنهم لا يبيتون بفنادق ولا يأكلون بمطاعم ولا حتى يزورون مواقع أثرية أو سياحية، كذلك فإن وزارة السياحة تسجل جميع الوفود السياسية والتفاوضية، على أنهم سياح، مضيفاً: “لو فصّل الوزير بمدة إقامة هؤلاء بسورية، لاتضحت الصورة للمتابعين”.

وكان وزير السياحة بحكومة دمشق، محمد رامي مرتيني، قد ادعى أمس زيادة عدد السياح القاصدين سورية، خلال الربع الأول من العام الجاري، مشيراً إلى أن إجمالي عدد القادمين إلى سورية بلغ 385 ألف قادم خلال الربع الأول من عام 2023، منهم: 345 ألف قادم من العرب، و40 ألف قادم من الأجانب. مبيناً خلال بيان أمس، أن السياح بازدياد، مقارنة بالقادمين خلال الفترة نفسها من عام 2022، وقت لم يزيدوا على 236 ألف قادم، منهم 206 آلاف قادم من العرب و30 ألف قادم من الأجانب.

ويضيف مرتيني أن عدد نزلاء الفنادق (عرباً وأجانب) بلغ 40 ألف نزيل، قضوا 250 ألف ليلة فندقية، منهم 28 ألف نزيل من العرب و12 ألف نزيل من الأجانب، فيما بلغ عدد زوار المواقع المقدسة نحو 36 ألف زائر بعدد ليالٍ بلغ 234 ألف ليلة فندقية، معللاً سبب زيادة السياح خلال هذا العام بفتح الحدود منذ مارس العام الماضي بعد إغلاقات وباء كورونا.

ويشكك الاقتصادي صلاح يوسف بأرقام وزير السياحة، رغم ضآلتها، متسائلاً عمن يمكن أن يأتي إلى سوريا ليقضي رأس السنة أو عطلات الربع الأول، وهي لم تزل ضمن تصنيف المناطق الأكثر خطورة بالعالم، مضيفاً: “هذا إن لم نأتِ على غياب الخدمات، وبمقدمتها الكهرباء والنقل”، ومعتبراً أن جلّ القادمين، فيما لو صدقت الأرقام، هم من إيران والعراق ولبنان والبحرين، بهدف السياحة الدينية أو المشاركة بأعمال قتالية.

وحول ما لحق القطاع من تدمير خلال الثورة، يضيف المتخصص يوسف أنه حسب أرقام الوزارة، فقد زادت خسائر القطاع على 330 مليار ليرة سورية، وخرجت نحو 600 منشأة عن الخدمة حتى عام 2014، وتراجع السياح بنسبة 98%، لكن الكثير من المنشآت رُمِّم وعاد مرة أخرى بمناطق النظام للعمل.

ويكشف مصدر عمل سابق بغرفة سياحة ريف دمشق، أن المنشآت الخارجة عن الخدمة، حتى الآن، تزيد بعموم البلاد على 80 منشأة، ومثلها مطاعم، بعضها يعمل جزئياً، وبعضها لحقه التهديم والنهب وتغيرت معالمه ووظيفته.

وحول مساهمة قطاع السياحة قبل الحرب واليوم، يضيف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن عائدات السياحة عام 2010 بلغت نحو 17 مليار ليرة، وكانت المساهمة بأكثر من 13% بالناتج المحلي الإجمالي، وربما الأهم برأي المصدر، أن السياحة قطاع محرّض، وهي صناعة من دون دخان، إذ تنشّط الصادرات والخدمات وتفتح مواقع أعمال كثيرة، ويمكن أن تخفف من البطالة التي تزيد اليوم على 85%، مبيناً أن السياحة توفر عمالة لحوالى 13% من مجموع القوى العاملة في البلاد، فقطاع السياحة، حتى عام 2011، كان يشغّل أكثر من 260 ألف عامل، منهم نحو 90 ألف عامل في الفنادق والمطاعم ومكاتب السياحة، وأكثر من 170 ألف عامل في الشركات والقطاعات التابعة للسياحة.

يذكر أن سوريا استقطبت قبل الثورة نحو 8.5 ملايين سائح عام 2010، بحسب تصريح سابق لوزير السياحة وقتذاك، سعد الله آغا القلعة، بلغ العرب منهم 4.6 ملايين، مقابل 2.3 مليون سائح أجنبي، ونحو 1.5 مليون سوري مغترب.

ولعل اللافت بسياح ما قبل الثورة في سوريا، نسبة الأتراك الكبيرة، إذ بحسب تصريح الوزير نفسه، فقد تضاعف عدد السياح الأتراك في عام 2010، ليصل إلى 865 ألف زائر، مقابل 381 ألف زائر في عام 2009.