لكل السوريين

“غزل البنات” الحلويات الحلبية تطل مع هلال رمضان وتختفي لاختفائه

حلب/ خالد الحسين

تعد محافظة حلب من أكثر المدن والمحافظات السورية تميزاً بمأكولاتها الشعبية فموائد رمضان تتزين بكل ما لذ وطاب من المأكولات الحلبية والشرقية والحلويات لها طابع خاص لدى سكان مدينة حلب، ولاسيما تلك التي يُعدّها أبناء المدينة بشكل خاص في شهر رمضان المبارك، كـ”غزل البنات” التي تعدّ جزءًا أساسيًا من حلويات السفرة الرمضانية لدى سكان تلك المدينة.

ويُعتبر “غزل البنات” واحداً من الحلويات الرمضانية الموسمية في حلب، ويكاد لا يخلو محل لبيع الحلويات في المدينة من وجوده، تكتسي قطعه اللون الأبيض بحشوات مختلفة إن من المكسرات كالفستق الحلبي واللوز أو القشطة الحليبية، أما المكون الرئيسي له فهو السكر.

ويقول محمد دليل أحد أشهر صناع هذه الحلويات في حلب، إن “هذه الحلويات هي صناعة حلبية الأصل, ويعد السكر والطحين المكونات الأساسية في غزل البنات, تمر صناعتها بمراحل عديدة جميعها يدوية, وتصنع خصيصاً في شهر رمضان ” .

وتوارث أبناء المدينة صناعة غزل البنات عن أجداهم على مر السنين، فتاريخ صنعها في حلب يعود إلى أكثر من قرن ونصف من الزمن، حاول خلالها الحلبيون الحفاظ على هذه الصناعة المتوارثة، وطريقة إعدادها التي لازالت حتى هذا اليوم تنتج بشكل يدوي في كل مراحلها, كما تناقلوها عن أجدادهم .

وعلى الرغم من أن المائدة الرمضانية في مدينة حلب الشهيرة بمأكولاتها غنية جداً بمختلف الأطعمة والحلويات، لكن يبقى لـ “غزل البنات مكانة خاصة في تلك المائدة، التي لا تكتمل بدون تلك الحلويات البيضاء المميزة .

و تتشابه حلويات شهر رمضان في مدينة حلب شمال سوريا مع تلك الموجودة في العديد من المدن الأخرى، لكنها تتميز بأنواع لا تعرفها المناطق الأخرى أو ربما لا تنتشر فيها بشكل كبير ومنها غزل البنات الذي يُقدم عادة على شكل خيوط متشابكة تصنع من السكر وتلون في بعض الأحيان بغير لون السكر الأبيض. أما في حلب فتتخذ هذه الحلوى شكلاً مختلفاً، حيث تُشد خيوط السكر لتصبح على شكل كتل متجانسة يطلق عليها أهالي المدينة لقب “شعر البنات” ثم تقطع وتُحشى بالقشطة أو الفستق أو الجوز أو اللوز وغيرها من أنواع المكسرات وتُقدم على شكل قطع منفصلة يفخر الحلبيون بأنها الرفيقة المميزة لموائد إفطارهم. ويصف الحلبيون الغزلة بأنها “الحلويات التي تظهر في أول يوم من رمضان، وتختفي مع اختفاء هلاله وبزوغ قمر شهر جديد”.

ويعرف سكان حلب أيضاً نوعاً من الحلويات يطلق عليها اسم “قمر بعبّ الغيم” ويعني “قمر وسط الغيوم”، وتصنع من طبقتين من عجينة الكنافة المشكّلة على هيئة دوائر، وتوضع بينها طبقة سميكة من القشطة والفستق الحلبي، ثم تغمس بالفستق الحلبي والقطر، لتبدو القشطة وكأنها القمر السابح بين الغيوم المصنوعة من خيوط الكنافة المتشابكة.