لكل السوريين

“القطائف” طقس رمضاني حاضر على موائد السوريين

تعتبر القطائف طقس رمضاني في حماة، وهي من أنواع الحلويات المشهورة في سوريا، واعتاد سكان المنطقة الوسطى صناعتها في رمضان تحديدًا، وتشتهر المدينة بصناعة جميع أنواع الحلويات.

وما إن ينتصف النهار حتى تبدأ أفران الغاز على أرصفة الشوارع، في مدن وقرى محافظة حماة، بشيّ عجينة القطائف ليباشر السكان بشرائها ساخنة، وجلب ما تبقى من مستلزماتها، تمهيدًا لتحضيرها بعد الإفطار.

من طحين وماء وحليب ومنكهات، يصنع خليل جابر، صاحب مخبز المعجنات، خليطًا سائلًا يشكل فيه عجينة القطائف.

يعمل خليل، الذي سكن في درعا قادمًا من إدلب، في صناعة المعجنات منذ صغره، “تزايد الطلب على القطائف خلال شهر رمضان في درعا جعلني أصنعها، وهي طقس خاص بأهالي المنطقة ويتغلب حضورها على بقية الحلويات”.

يمسك خليل إبريقًا ملأه بالخليط، وبعد أن يصل فرن الغاز إلى درجة الحرارة المطلوبة، يسكب السائل على شكل دوائر متساوية، ليستغرق الشواء عشر دقائق، تفرد بعدها حبات العجينة على طاولة مجاورة، ويقوم عامل آخر بصفها وتغليفها.

تحقق القطائف ربحًا ماديًا مهمًا خلال شهر رمضان لصانع الحلويات، حسبما قال خليل، مشيرًا إلى الغلاء الذي أصاب الحلويات الخفيفة.

وبلغ سعر كيلو عجينة القطائف ثلاثة آلاف ليرة سورية في العام الحالي، بعد أن كان سعره 600 ليرة لعام 2020، ومن أهم أسباب الغلاء، حسبما قال خليل، ارتفاع تكلفة الغاز، إذ أصبح سعر جرة الغاز 30 ألف ليرة في السوق الحرة، بعد أن كان ثمن الجرة ثمانية آلاف في موسم رمضان الماضي.

وكذلك ارتفع سعر الطحين من 700 ليرة سورية، إلى 1500 ليرة، وسعر الحليب من 250 ليرة، إلى 900، ورغم ارتفاع أسعارها وغلائها إلا أن غالبية الأهالي في حماة لا يستغنون عن القطائف خلال شهر رمضان.

وتحتاج حشوة القطائف إلى الجوز والقشطة، مع “براشة” جوز الهند، وبلغ سعر كيلو الجوز 24 ألف ليرة سورية، بعد أن كان سبعة آلاف في رمضان الماضي، ووصل سعر كيلو “براشة” جوز الهند إلى عشرة آلاف ليرة، بعد أن كان أربعة آلاف لعام 2020، وسعر كيلو القشطة العربية 20 ألف ليرة.

وتبلغ تكلفة كيلو القطائف الجاهز للتناول سبعة آلاف ليرة سورية، وهذا الارتفاع بالتكاليف يدفع العائلات إلى الاقتصاد في صنعه، ولكنه يبقى قريبًا من أسعار الحلويات المصنعة، التي بلغ سعر أدنى أنواعها ستة آلاف ليرة سورية في حماة.

وتضاف للقطايف “القطر” لتحليتها، وهو عبارة عن خليط مغلي للسكر والماء مع قليل من الليمون، والذي يُترك ليبرد قبل أن يضاف إلى الحلوى الساخنة.

وتجهزها النساء بعد خلط الجوز مع “براشة” جوز الهند، ووضع القليل منه داخل كل قرص قبل أن تغلق حوافه ويأخذ شكله البيضوي المعروف.

بعد دهن قاع الصينية بالسمن، تُصف حبات القطائف، وبعض النساء يشوينها بالفرن بدل قليها، ففي حالة الشواء تكون أخف على المعدة، بينما تتشرب الزيت في حالة القلي.

كما يمكن تناول القطائف نيئة دون قلي، مع حشو أقراصها الصغيرة الحجم بالقشطة، لتسمى بـ”القطائف العصافيري”.