السويداء/ رشا جميل
أعلنت جمعية أصدقاء مرضى السرطان في محافظة السويداء، عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك عجزها عن تغطية نفقات واحتياجات مرضى السرطان، بعد تراجع قدرتها المالية بشكل كبير، وبينت في تقرير اقتصادي أن الجرعات الكيميائية خلال شهري كانون الثاني وشباط بلغت تكاليفها ما يقارب 100 مليون ليرة، في حين كانت واردات الجمعية من المتبرعين أو المحسنين في الشهرين المذكورين حوالي 60 مليون ليرة، بنسبة عجز قاربت خلال الشهرين 32 مليون ليرة، وكانت قد سعت الجمعية منذ عام 2020 لبناء مشفى خيري في احدى المناطق القريبة من المدينة، وانجزت 20% من البناء، خلال عامين من تبرعات أبناء المحافظة المقيمين والمغتربين، وكذلك الأرض التي شُيّد عليها البناء.
إلا أن المشروع توقف نتيجة الركود الاقتصادي العالمي والغلاء المعيشي، تزامناً مع حاجة المرضى الملحة لمتابعة العلاج والتي فاقت الواردات بكثير، بالإضافة إلى أنها غطت نسبة العجز لمشروع مشفى ” الشفاء الخيري” والذي توقف العمل به منذ عام، من أجل دعم مصاريف المرضى، وارجعت سبب العجز إلى الغلاء الفاحش لأسعار الأدوية والجرعات الكيميائية، وعجز العديد من المرضى عن شراء الجرعات بذات الوقت الأمر الذي دفعهم للجوء إلى الجمعية.
وعلى الرغم من عجزها عن تلبية احتياجات جميع المرضى، فقد حاولت من خلال مساعدة عدد من المتطوعين الأطباء والممرضين، تغطية معظم هذه الحالات بالإضافة لقيامها بحملات توعية حول طرق الكشف المبكر عن أمراض السرطان عامة، وسرطان الثدي بشكل خاص، حيث بلغت أعلى نسبة إصابة بمعدل 1 إصابة لكل 9 نساء في المحافظة.
وقد تأسست الجمعية بتاريخ 2 / 12 / 2007 وبدأت عملها بعام 2008، ومن أهم أهداف الجمعية، نشر ثقافة الوعي الصحي حول مرض السرطان، واجراء دراسات وإحصائيات حول أسباب الإصابة به وطرق الوقاية منه، بالإضافة إلى مساعدة المرضى بتأمين الجرعات الكيميائية والتحاليل المخبرية والصور الشعاعية اللازمة.
ووفقاً للتقارير والبيانات الخاصة بالجمعية، تم تقديم مساعدات لأكثر من 13 ألف مريض سرطان بأدوية العلاج والمسكنات والتحاليل الطبية والتصوير الشعاعي.
علماً أن هذا الرقم يُعتبر كارثة نسبة إلى عدد سكان المحافظة والذي لا يزيد عن 500 ألف نسمة، كما تقوم بنقل أكثر من 200 ألف حالة مرضية إلى مشفى البيروني في دمشق لتلقي العلاج والعودة إلى السويداء،
وقد عملت الجمعية منذ تأسيسها على شراء باص يقوم يومياً بإيصال المرضى وبشكل مجاني من المحافظة إلى مشافي دمشق التخصصية لأخذ العلاج اللازم، بالإضافة إلى تأمين الجرعات الكيميائية في حال عدم وجودها والمساعدة في ثمن التحاليل المخبرية والصور الشعاعية اللازمة للمرضى.
وفي السياق، تحدثت والدة طفلة مريضة عن معاناتها اليومية لتأمين الجرعات، خاصة أن ابنتها تحتاج لجرعة كيميائية كل 21 يوم بتكلفة 300 ألف ليرة بحسب ” الراصد”، في حين يحتاج مرضى لمليون ليرة، وقد يصل المبلغ لمليونين ليرة، وذلك نتيجة زيادة سعر الدواء بحسب سعر الدولار، أو عدم توفر بعض الأدوية في سورية. وحال هذه الوالدة حال الكثيرين من الأهالي الذي يعجزون عن تأمين هذه الأدوية، حيث تقوم الجمعية بتأمين جزء منه، بالإضافة إلى حجز الموعد والنقل إلى دمشق.
يذكر أن نسبة الإصابة بالسرطان على مستوى المحافظة ما يقارب 171 إصابة بين كل مائة ألف، اي هناك ما يقارب 800 حاله سرطانية جديدة سنوي.