لكل السوريين

المرأة التي تهز سرير طفلها بيمينها، تستطيع ان تهز العالم بيسارها افين باشو، نضال المرأة هو أساس الحل الديمقراطي في سوريا

حاورها/ مجد محمد

اكدت افين باشو؛ أن يوم الثامن من آذار أُقِيمَ لتكرم به المرأة في كل أنحاء العالم، حيث يتم تسليط الضوء على الإنجازات التي تقوم بها، وهو بمثابة حملة لتقديم الاحترام والتقدير لدورها الفعال في بناء المجتمع، حيث يهدف إلى توحيد قوة النساء، والقضاء على العنف والتمييز الممارس ضدها، ورفض كافة أشكال العنصرية.

يحتفل العالم اجمع في الثامن من شهر اذار باليوم العالمي للمرأة، وهو احتفالا رسميا بعد عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام ١٩٤٥، علماً بأن تاريخه يعود إلى عام ١٩١٠ عندما تم اقتراحه في مؤتمر دولي للمرأة العاملة في الدنمارك، هذا وتم الاحتفال به لأول مرة عام ١٩١١ في عدة دول.

وتحتفل سوريا، ومناطق شمال وشرق سوريا خصوصاً كغيرها من الدول بهذا اليوم المميز الخاص بالمرأة بكل حب واهتمام، لذا فالمرأة في المنطقة تحرص على تنظيم مختلف الفعاليات والأنشطة التي تُبرز مكانة هذا اليوم المميز سنوياً.

وللحديث اكثر عن هذا اليوم، وتاريخه، واهدافه ونشاطاته وغيرها، أجرت صحيفتنا لقاء مطول مع الاستاذة افين باشو الإدارية في منسقيه مؤتمر ستار بمقاطعة الحسكة، وجرى الحوار التالي:

*استاذة افين مرحباً بك، ومبارك لك بهذا اليوم المميز، هلا تحدثينا عن يوم المرأة العالمي تاريخيا، ما قصته؟

في الاصل، أن اليوم العالمي للمرأة كان إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة عام ١٨٥٦، حيث خرجت آلاف النساء في مدينة نيويورك للاحتجاج على ظروف العمل القاسية التي كانت تحدث لهم ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين من السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال.

كذلك وعادت المظاهرات مجدداً بعد ذلك بعقود وتحديداً في يوم ٨ اذار  ١٩٠٨ من عاملات النسيج اللاتي جبن شوارع مدينة نيويورك لكن الحملة كانت مختلفة حيث قمن هذه المرة بالتظاهر بقطع من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية، وطالبت المسيرة بتخفيض ساعات العمل ومنح النساء الحق في الاقتراع ومنع تشغيل الاطفال، وهي مطالب تم تحقيقها، فهذا هو الدافع والسبب الاساسي الذي كان محركا للحكومات والمنظمات العالمية للاهتمام بقضية المرأة وجعل لها عيداً.

*بكلمات مبسّطة، ما هو اليوم العالمي للمرأة؟

اليوم العالمي للمرأة هو يوم يتم الاحتفال به سنوياً بتاريخ ال ٨ من شهر اذار كل عام، يقدم فيه الجميع الاحترام والتقدير للمرأة عن دورها الفعال في المجالات المختلفة، وتقام فعاليات كثيرة في اليوم العالمي للمرأة من قبل اتحاد النساء الديموقراطي ومنظمات النساء المختلفة، ودائماً ما يحمل شعار المساواة بين الرجل والمرأة، وهو يوم مميز ويقدم التقدير والاحترام المستحق للمرأة وشكرها على تفانيها من أجل بناء مجتمع راقي وواعي فهي نصف المجتمع، كما يذكر النساء بحقوقهن ومداومة المطالبة بها.

* كمرأة، وعاملة في مؤسسة نسائية تعنى وتهتم وتدافع عن حقوق المرأة، ما هو الهدف من هذا اليوم؟

الاهداف كثيرة، ومنذ اندلاع شرارة تخصيص هذا اليوم للمرأة، ومطالبات النساء واضحة ومعروفة ولم نتخلى نحن كنساء في كل يوم عالمي للمرأة عن المطالبة بها واحترام تلك المطالب الأساسية، وكما ذكرت لك سابقاً الاهداف كثيرة ومنها، المساواة بين الرجال والنساء في كافة الحقوق، وتسليط الضوء على الإنجازات المهمة التي قامت بها المرأة، وكذلك القضاء على العنف والتمييز الممارس ضد المرأة، وتوحيد قوة النساء، ورفض كل أشكال العنصرية، إعطاء الفرص للنساء، والتفكير النقدي في الإنجازات المهمة التي قامت بها النساء، توعية المرأة ومعرفتها بكافة حقوقها، وغيرها الكثير من الاهداف التي تعنى بالنساء وتعلي من شأنهن.

*كتنظيمات نسائية في المنطقة كيف تحتفلون باليوم العالمي للمرأة؟

كتنظيمات نسائية في مدينة الحسكة عادة نحتفل بنشاطات على مدار شهر اذار بالكامل احتفالا بالمرأة، فمثلاً العام الماضي قمنا بحملة (معاً نحمي ثورتنا، ونحرر اراضينا) تضمنت عدة نشاطات ومنها حملات نظافة وغسل شوارع وحملات تشجير، وكذلك قمنا بإعطاء ١٦ محاضرة لتوعية النساء، وتم تكريم امهات الشهداء وتزيين الشوارع والدوارات بأعلام المرأة باللون الوردي، وقمنا بافتتاح معرض للموبيليا، وورشة خياطة وفرن لدعم النساء المحتاجات وتنظيم مراثون جري للفتيات.

وأقمنا أيضاً مراثون سيارات وعدة احتفاليات، ولكن هذا العام سنقتصر على الجانب التوعوي والفكري من خلال عقد ندوات واعطاء محاضرات تثقيفية وتوعوية للنساء، حيث قمنا بإلغاء مظاهر الاحتفال لهذا اليوم حداداً على ارواح ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا.

* كإدارية في تنظيم يعنى بالاهتمام بحقوق المرأة، ما هو وضع المرأة في المنطقة؟

المرأة في مدينة الحسكة وشمال شرق سوريا عموما ضمن اطار مناطق الإدارة الذاتية مميزة للغاية، فبتنا نراها ناجحة في كل مكان، لا انكر انه هناك انعكاسات وهدر لحقوقها ولكنه الآن موجود بنسبة ضئيلة جدا، ونعمد جميعا كحركات وتنظيمات نسائية بأقصى طاقاتنا من اجل دعم المرأة وتمكينها، فالمرأة اليوم بتنا نراها تعمل في كافة المجالات، وحتى المجالات التي كانت سابقاً حكرا على الرجال كالسياسة والمجال الدبلوماسي وغيره، فالمرأة اليوم في المنطقة تعتبر رائدة وساهمت بشكل كبير في حماية المنطقة ومحاربة اقوى تنظيم ارهابي وكذلك تطور المنطقة من خلال القرارات الحكيمة حيث انها شغلت اعلى المناصب من خلال نظام الرئاسة المشتركة، فالمرأة التي تقود إدارة او مقاطعة او اقليم اليوم، ستكون مؤهلة غدا لتقود دولة.

*بهذه المناسبة، يستحضرني قول ان ثورة شمال وشرق سوريا تسمى بثورة المرأة، ما رأيك؟

نعم ونقولها بكل ثقة، تمثل ثورة ١٩ تموز والتي كانت المرأة في مقدمتها مستقبل الحل الديمقراطي في سوريا، وقد لعبت المرأة في المنطقة دوراً ريادياً هاماً في تنظيم وانطلاق الثورة في مناطق شمال وشرق سوريا، وتمكنت من جعل ثورة ١٩ تموز ثورة لها، فحققت ثورتها نتائج ملموسة على الأرض، كما وأبرزت دورها أكثر في المحافل الدولية، وارتكزت المرأة خلال ثورتها على مبادئ الحرية والتنوير.

كما استطاعت الوصول لأهدافها وتمكنت من إبراز دورها في جميع المجالات، وغير مؤتمر ستار، تأسست مراكز خاصة للنساء ومنها دار المرأة ومنظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة عام ٢٠١٣، ومجلس المرأة في شمال وشرق سوريا عام ٢٠١٩ ومجلس المرأة السورية عام ٢٠١٧ وتجمع نساء زنوبيا عام ٢٠٢١، إضافة للعديد من المؤسسات الفكرية، كما اتخذت مكانها في جميع مؤسسات الإدارة الذاتية، وشكلت تجربة وصول المرأة للرئاسة المشتركة سابقة؛ فشاركت النساء دون إقصاء بإدارة مجتمعهن وأعطت المرأة شكلاً وطابعاً خاصاً للثورة جعلتها مختلفة عن جميع الثورات في العالم.

ناهيك عن المئات من النساء في مناطق شمال وشرق سوريا يدرن المجالس والمؤسسات المدنية والسياسية والعسكرية والهيئات، وايضا في ظل الحرب الخاصة تمكنت المرأة من حماية مكانتها في كافة المؤسسات الخدمية والاجتماعية وحتى يومنا هذا لم تظهر ثورة تمثل شخصية المرأة كثورة ١٩ تموز، وهذا التميز برز في معركة الدفاع عن المنطقة ومحاربة الارهاب حيث ألهمت المقاتلات في وحدات حماية المرأة النساء الأمميات، وبدأن تتوافدن للمشاركة في الدفاع عن المنطقة، ولأنهن اقتنعن بمبدأ حرية المرأة التي تناضل النساء من أجلها في شمال وشرق سوريا.

*ختاماً، المجال مفتوح لك بالحديث، ماذا تحبي ان تقولي؟

احب ان اهنئ جميع النساء في العالم بيوم عيدهن، واتقدم بالامتنان والتقدير لما تقدمه النساء من مساهمات في سبيل تحقيق السلام والأمن والتنمية على الصعيد المحلي والدولي، فالمرأة نصف المجتمع، ولولاها لا توجد حياة، المرأة التي تهز سرير طفلها بيمينها، تستطيع ان تهز العالم بيسارها.