لكل السوريين

هجرة أهل الكار تؤدي لتراجع كبير في إنتاج العسل السوري

حلب/ خالد الحسين

تراجعت تربية النحل وتجارة العسل في سورية منذ انطلاق الأزمة السورية، كما تأثّر كل شيء في البلاد نتيجة طول سنوات الأزمة. لكن هذه المهنة كانت قد تعافت قليلاً عندما تراجعت حدة الأعمال العسكرية، ثم عادت واصطدمت بعوائق جديدة أدّت إلى تكبيد العاملين في هذه المهنة خسائر كبيرة، وهجرة كثيرين منهم إلى دول الجوار للعمل في المجال ذاته الذي اعتادوا عليه.

وصل إنتاج سورية من العسل إلى نحو أربعة آلاف طن سنوياً، كانت تنتجها أكثر من 680 ألف خلية، لكن الإنتاج بلغ عام 2022 نحو 700 طن، وانخفض عدد الخلايا بنسبة 60 بالمئة، ولم تبق منها إلا أعداد قليلة.

يقول النحال محمد عبادي، لـ”السوري”: “من أهم الأسباب التي أدت إلى خسائر مربي النحل وإنتاج العسل انقطاع الطرق، حيث كان المربون ينقلون خلاياهم إلى كامل الأراضي السورية، لكن تقطيع الأوصال أدى إلى تراجع هذه المهنة وعدد العاملين بها، ما انعكس سلباً على كميات إنتاج العسل و بالإضافة لهجرة عدد كبير من المربين والنحالين خارج البلاد باحثين عن ظروف ملائمة أكثر للتربية “.

وتابع: “ويأتي ذلك بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية واللقاحات وصعوبة تصريف العسل بسبب توقف حركة التجارة”.

ويضيف أنه يوجد في محافظة حلب وحدها نحو 350 نحالاً و70 ألف خلية، وهذا عدد قليل جداً مقارنة بالسابق، إذ خسرت المنطقة نصف مقدراتها في عامي 2020 ـ 2021.

وأرجع أحد أهم أسباب تراجع هذه الثروة إلى الاستخدام العشوائي لمبيدات الحشرات والأدوية الزراعية بشكل عشوائي، وهو ما أفقد المنطقة أكثر من 1000 خلية في الفترة الأخيرة فقط، أما في المجمل فقد فقدت بشكل عام 60 بالمئة من الخلايا.

وبدوره، يقول منذر حسين، وهو مربٍ ومنتج للنحل ومستلزماته، لـ”السوري”: “يعتبر العسل السوري من أجود أنواع العسل في العالم، إذ تتنوع في سورية أغذية النحل، وكان النحالون ينقلون خلاياهم ما بين 25 مرعىً متنوعاً، أهمها الشفلّح وحبة البركة واليانسون والحمضيات والشوكيات، لكنّه يعتبر اليوم من الأرخص مبيعاً ويباع الكيلوغرام الواحد بنحو سبعة دولارات، وذلك لصعوبة التصريف بسبب إغلاق الحدود وغلاء أجور الشحن”.

ويشير في سياق حديثه إلى أن هناك مشاكل أخرى عانى منه النحالون، منها عدم وجود مخبر لتحليل الأمراض الجديدة، وظهور مرض يدعى “نيوزيما سيرانا”، الذي أدى إلى خسارة 90 بالمئة من خلايا النحل في المنطقة.

ويؤكد الحسين أن كمية إنتاج العسل في الأشهر الأخيرة في حلب بلغت 100 طن على أساس سنوي، بالرغم من تراجع أعداد المناحل، وذلك يعود، بحسب قوله، إلى جلب بعض التجار ملكات نحل أجنبية، وهو ما انعكس على كمية الإنتاج، وأدى إلى وجود فائض من العسل .

ويضيف: “لكنّ الاستهلاك كان كبيراً أيضاً، إذ يعتبر العسل من أهم معززات المناعة وبات السكان يستخدمونه بكثرة”.

وقال رئيس فرع سورية لاتحاد النحالين العرب إياد دعبول، لموقع “روسيا اليوم”: “يتوقع أن يرتفع إنتاج سورية من العسل هذا العام إلى 1200 طن، ارتفاعاً من نحو 700 طن في العام الماضي”، مشيراً إلى أن استهلاك البلاد من العسل يقدّر بـ1500 طن.

وقدّرت ثروة سورية من النحل بنحو واحد بالمئة من الثروة النحلية في العالم قبل الحرب، بإنتاج سنوي يقدر بنحو أربعة آلاف طن، وكان عدد المربين يراوح ما بين 28 و30 ألف مربِّ آنذاك.