لكل السوريين

الميتانيون

الميتانيون هم من السلالات القديمة للشعب الكردستاني، ومملكة ميتاني هي إحدى القوى العظمى في الشرق الأدنى القديم، وكانت تعرف “بالهانيجالبات” سيما عند الآشوريين، وقد امتدت هذه المملكة بدءا من شمال العراق وصولاً إلى سورية وتركية كدولة ذات شأن، وأهم ما تبقى من الوثائق الأثرية عن هذه المملكة مراسلات بين الملوك الميتانيين والملوك الآشوريين والمصريين، ووجود كتيب شهير لتريب الخيل في العالم والكثير من المعثورات الأخرى ذات الدلالة الهامة، على وجود مملكة ثرية ازدهرت في فترة ما بين/1250-1500/ق.م .

وميتاني في المصادر الأثرية والتاريخية، هي أيضاً اسم لمملكة “حورية” أو “خورية”، وفي مصادر أخرى “هورية” وصفت بأنها قامت في منطقة الخابور في شمال شرقي سورية، وذلك في منتصف الألف الثاني ق.م، والحوريون يتكلمون اللغة الهندو- آرية والبعض يقول الهندو- أوروبية.

من جانب آخر بعض الباحثين يقولون أنها لغة ذات صلة باللغة الأورارتية، لغة شعب أورارتو، حيث أن هاتين اللغتين تنتميان إلى عائلة اللغة “الخورية”-” الأورارتية”، ثم أن الباحث الروسي Starostin) يقول أن اللغة” الخورية” تنتمي إلى فصيلة اللغات القوقازية الشمالية الشرقية، بينما باحثون آخرون يقولون بأن اللغة الهورية هي من اللغات الهندوروبية ذات الصلة باللغة الكاشية وهم أسلاف الكرد الكاشيين.

ومن خلال المصادر الأثرية تمكن التعرف على ثلاثة عشر ملكاً ميتانياً حكموا فيها بين القرن الخامس عشر ومطلع القرن الثالث عشر ق.م اولهم الملك (بازاتارنا) وآخرهم الملك (شاتوارا).

وتشير المصادر إلى تعاظم القوة الحيثية ، حيث أخذت تزداد في أواخر القرن الخامس عشر ق.م، وحينها أصبحت هذه القوة تهدد الشمال السوري وأضحى للمملكتين الميتانية والمصرية، ان التحالف بينهما أصبح ضرورة ملحة وفي مصلحة الطرفين ، ونمتلك رسائل ارسلها تحتمس الرابع إلى الملك الميتاني( أرتاتاما الاول) كشاهد على ذلك التحالف والتقارب ، حيث تبع ذلك زواج الملك المصري من إحدى بنات ملك ميتاني ، وفي عهد امنحوتب الثالث، تشير المصادر ان ملك ميتاني توشراتا أرسل تمثال عشتار مرتين إلى مصر معبراً عن رغبته في شفاء ملك مصر من المرض ، كل ذلك إشارة إلى تزاوج العلاقات المصرية- الميتانية التاريخية .. ويمكن أن نميز خصائص الثقافة المادية الميتانية وذلك من خلال ، اللقى الفخارية والأختام بكل أشكالها وأنواعها ، وبعض العلماء يعزو انتشار صناعة الزجاج في المنطقة خلال القرنين الخامس عشر والرابع عشر ق.م إلى الميتانيين ، حيث أنه تم الكشف عن أفضل مصنوعات من الزجاج مبكرة في موقع نوزي الميتاني الشهير .. أيضاً من الاسهامات الميتانية العظيمة في  المجال الحربي إستعمالهم للخيول ، حيث يعزى للميتانيين الاستعمال الواسع للخيول في الركوب وفي جر العربات الحربية أثناء المعارك .. وفي المجال الديني ، فقد انتشرت لديهم عبادة إله العاصفة الخوري تيشوب في سورية وبلاد الرافدين ، وقد تم العثور على معبد له في نوزي وفي منطقة ديالى.. وهناك آلهة أخرى كثيرة للميتانيين .. بدأ الوهن والضعف عند الميتانيين مثل غيرهم من الشعوب الأخرى ، في أواخر عهد الملك تشراتا إذ قويت منافسة الحيثيين في عهد الحيثي سوبيليليوما الاول ، حيث انه تمكن من الاستيلاء على كركميش” جرابلس” سنة 1340ق.م، وفي ذات الوقت بدأ يلمع سعد الآشوريون ، في حين بدأ الخلاف يدب بين أعضاء الأسرة الميتانية الحاكمة ، واغتيال الملك تشراتا ، وفي عهد الآشوري أدد نراري الاول 1307ق.م أصبحت ميتاني تابعة للدولة الآشورية ولم تستطع مصر مساعدة حليف الامس بسبب ضعفها عسكرياً ، وفي عهد الآشوري شلمنصر الاول 1244-1274ق.م استطاع أن يلحق ميتاني بالدولة الآشورية ، لتغيب عن مسرح التاريخ دولة عظيمة لعبت دوراً ريادياً في التاريخ القديم