لكل السوريين

بدون أي إدانة أو استنكار.. الجرائم تستمر في الساحل السوري

خلال الأيام الماضية، شهدت مناطق الساحل السوري تطورات متسارعة أخذت أبعاداً متعددة، ما جعلها محور اهتمام وسائل الإعلام الغربية والعربية التي تتابع مجريات الأحداث عن كثب، وفي خضم الأعمال العسكرية والعنف والقتل والحرق والتدمير، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي موجةٌ من المنشورات والصور والفيديوهات، التي انتشرت على نطاقٍ واسع.

ومع تصاعد زخم التغطية الإعلامية، أبدت بعض الجهات الدولية مواقف تستحق الوقوف عندها، إذ تباينت ردود الفعل بين الإدانات والتحذيرات، وكان من اللافت صدور بيانات عن عدة وزارات خارجية تحمل القلق عما يحدث من أعمال العنف الخطيرة التي وقعت في سوريا خلال الأيام الأخيرة في طرطوس واللاذقية، وجميعها لا تذكر أي إدانة لعمليات التصفية أو استنكاراً لها.

اندلعت أحداث الساحل السوري قبل أربعة أيام، بعد تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، ومع تفاقم التوتر، دفعت الحكومة بتعزيزاتٍ عسكرية كبيرة إلى الساحل بادعاء منع انتشار الفوضى، وتزامن ذلك مع ظهور تقارير تفيد بارتباكات في صفوف المدنيين، في غضون ذلك، وقعت بعض الانتهاكات في المناطق المتأثرة بالاشتباكات، حيث استغلّت مجموعاتٌ غير منضبطة حالة الاضطراب لتنفيذ أعمال نهبٍ وسلب، لتعلن سلطة دمشق أنها بدأت باتخاذ إجراءاتٍ صارمة بحق المتورطين، وأكدت الجهات الأمنية ستقوم بضبط عدد من الأفراد المتجاوزين ممن يثبت تورطهم ومحاسبتهم واستعادة ممتلكات مسروقة.

ولم تقتصر أعمال العنف والإرهاب والقتل والتدمير على الأرض، إذ سرعان ما بدأت حرب إعلامية موازية، حيث عمدت حساباتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي، يعتقد أنها تدار من جهاتٍ منظمة، إلى تضخيم الأحداث عبر التركيز على مزاعم بوجود عمليات تصفيةٍ على أساسٍ عرقي وطائفي، متجاهلةً السياق الكامل لما جرى.

مع استعادة السيطرة تدريجياً، كثّفت الحكومة جهودها لضبط الأمن وإعادة الاستقرار، مؤكدةً أن عمليات ملاحقة بقايا فلول النظام المخلوع لا تزال مستمرة، بالتوازي مع فتح تحقيقاتٍ في التجاوزات التي وقعت، واتخاذ خطواتٍ لضمان عدم تكرار الفوضى. في المقابل، شهدت التغطية الإعلامية تحولات في القصص، حيث انتشرت صور وفيديوهات على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة لإشغال الرأي العام وإظهار الأحداث بطريقة تتماشى مع الجهات العارضة.

مع استمرار الأحداث في الساحل السوري، تتجه التغطية الإعلامية الغربية نحو تحوّلات ملحوظة في العناوين والسرد، ما يعكس تطورا في طريقة تعاطي الصحف ووسائل الإعلام العربية والأميركية والبريطانية مع التطورات.

وكشفت المتابعة الدقيقة لهذه التغطيات عن تباينات لافتة في الخطاب الإعلامي، سواء من حيث اختيار المصطلحات أو إبراز بعض الزوايا على حساب أخرى.

وخلال الايام الأخيرة، تراجع معدل النشر حول الأحداث مقارنة بيومي الخميس والجمعة 6-7\3\2025، وهو ما يتماشى مع طبيعة التغطية الإعلامية الغربية التي تشهد انخفاضاً في وتيرة النشر خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن هذا التراجع لا يعني غياب الاهتمام، بل يشير إلى محاولات لاستيعاب التحولات الجارية وإعادة ضبط زاوية التغطية بما يخدم التوجه التحريري لكل وسيلة إعلامية.

- Advertisement -

- Advertisement -