لكل السوريين

على مقياس ريختر ضبطٌ لأسعار العقارات باللاذقية وجبلة بعد الزلزال اللاذقية/ سلاف العلي

بعد أحداث زلزال 6 شباط 2023 الذي ضرب عدة مدن سوريا ومدن في جنوب تركيا مما أدى إلى تضرر عدد كبير من أبنية سكنية وصيدليات والعديد من المدارس والمعاهد والمطاعم والمقاهي الشعبية والدكاكين ومحلات تجارية وصناعية أخرى، ونتيجة لذلك قامت في الفترة الأخيرة مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والصحف المحلية المختصة بالعقارات في جبلة واللاذقية, بالعمل على نشر عدة منشورات وإعلانات ومنشورات تعرض صوراً مفصلة عن بيوت وشقق سكنية جاهزة بأفضل تجهيزات ومنها المفروشة أيضا، لكن معظمها في الطابق الثالث والرابع والموضوع الجميل والمهم هو أن العرض يبدأ وينتهي بفكرة السلامة والأمان وأن الشقق المعروضة للبيع لم تتضرر بالزلزال الرئيسي ولا بالهزات الارتدادية وبإمكان المشتري التأكد من اللجان المحلية المختصة بفحص المنازل التي لم تسقط بالهزات , وبعد ذلك يتم شراء الشقة السليمة إثر اطلاع هذه اللجان المختصة.

من المؤكد أن هذه العروض وبأسعار أدنى بكثير وبنسب وصلت إلى حوالي 40% حسم من الأسعار التي كانت متوفرة قبل الزلزال الكبير، حلم للكثير من السوريين الذين أصبحوا يشككون بسلامة معظم الأبنية ويقلقون منها و تقديم الشقة المعروضة مجاناً لن يسكنون فيها، وأنهم لا يريدون أن يناموا في القبور ولا يروا احلام السكن بالطوابق العالية، ويقولون أن خيمة باليد خير من شقة متصدعة.

وتقول إحدى السيدات الناجيات من الزلزال باللاذقية من باب التهكم” بالرغم من المأساوية التي نعيشها  فإن الأبنية  السليمة والصالحة للسكن أصبحت المكاتب العقارية تبحث بالبطارية والبيل عن المشتري وبالسعر الذي يريدوه، ويسألون من باب السخرية والتنكين (كم ريختر يحتاج لينزل هيك بناء وكم درجة ريختر تتحمل الشقة لتسقط على الأرض)”.

” أبو جورج” الذي أصيب بالفوبيا التي تكونت لديه من الأبنية الطابقية بعد الزلزال، أعرب عن عدم ثقته بالمتعهدين بسبب الأبنية التي تهدمت وتصدعت, و بأنه لا يمكن الحديث عن السلامة من المظهر الخارجي للبناء, حيث أن العناصر الأساسية للبناء من جدران قص وأعمدة وجسور, قد تتعرض لكسر وتشققات داخلية دون أن تظهر للخارج ومع مرور الزمن قد تتفاقم الحالة.

الملفت أنه بالماضي لم تكن الصفحات المختصة في العقارات في اللاذقية وجبلة تشير أو تذكر الجانب الأمني للأبنية. وبعد الزلزال كانت أبنية كبيرة تسقط وكأنها مرفوعة على عصا واحدة يهزها الهواء وليس الزلزال، لكن بعد الزلزال الكارثة التي دمرت الكثير من الأماكن والابنية والتي أودت بحياة الناس وآخرين خسروا منازلهم، بدأ أصحاب المكاتب العقارية والمتعهدون وأصحاب العقارات باهتمام والالتفاتات لهذه القصة، ويقومون بحملات ترويجية لشقق للبيع و الآجار و الاستثمار لأي عقار أو شقة، لكن ذلك مترافق مع ذكر ناحية الأمان والسلامة.