لكل السوريين

اكثر من عشرون يوم على الزلزال.. رهاب وأزمات نفسية ترافق السوريين

أدى الزلزال المدمر الأخير الذي أصاب سوريا إلى حالة من “الرهاب” داخل نفوس السوريون في المناطق المنكوبة الذين شهدوا أمام أعينهم سقوط الأبنية على رؤوس مئات العائلات من نساء وأطفال وشيوخ ورجال.

هذه الحالة انتابت عدد من سكان حماة ممن فضلوا المبيت في الحدائق العامة والأماكن الواسعة، خاصة في ظل توالي الأنباء عن حدوث هزات أخرى، ولسكان حمص نصيب أيضاً منها.

بات الأهالي في المنطقة الوسطى متخوفين إلى حد كبير من الزلزال والهزات الارتدادية، وكثير منهم وخاصة ممن يقطن في الشقق الطابقية، بدأ يبحث عن منزل أرضي.

وولّدَت هذه الفاجعة داخلهم خوفاً كبيراً من أي بناء في هذه المحافظات. وبقي الهاجس لديهم أنه في أي لحظة يُمكن أن يحدث زلزالاً عنيفاً ويسقط البناء على رؤوسهم ورؤوس أبناءهم.

تنتشر صور العديد من العائلات المقيمة في الحدائق والأماكن المفتوحة رغم تأمين أماكن الإيواء في المناطق المنكوبة بفعل الزلزال.

وتستمر محاولات عديدة من قِبَل المتطوعين لإقناع الأهالي للجلوس في المساجد والمدارس المخصصة لهم ولكن دون جدوى.

الكثير من المتطوعين حاولوا أن يقنعوا الأهالي، وتخفيف مخاوفهم، لكن دون جدوى، خاصة في ظل توالي التحذيرات، وتداول الصور ومقاطع الفيديو لمشاهد الدمار واللحظات الأولى لحدوث الزلزال، تلك التي وثقتها كاميرات المراقبة، وهذا ما بات يشكل عائقاً أمام إقناعهم.

وباتت مشاعر الرعب تسيطر على الأهالي وخاصة ممن تصدعت منازلهم بفعل الهزات الارتدادية، وكذلك الزلزال القور الذي تأثرت فيه سوريا.

ويقتنع الأهالي بأن الحدائق أمن من منازلهم، على الرغم من توفير ملاجئ لهم، ومقتنعون بأن الأسقف لن تسقط على رؤوسهم.

مازال هؤلاء إلى الآن يعانون من الخوف الشديد يحتاجون إلى رعاية نفسية خاصة، وربما يجب وجود متخصصين نفسيين لمعرفة كيفية إقناعهم أنهم أيضاً سيكونون في أمان سواء في الملاجئ أو الجوامع أو في حال تم تأمين منازل للسكن لهم.

والمشكلة الأساسية بأنه لا يوجد في سوريا ملاجئ محمية ومؤمنة ومخصصة لمثل هكذا كوارث، بسبب عدم الاهتمام الحكومي سابقاً بهذا الأمر وكأن سورية بمنأى عن أي كارثة، أملاً أن يصبح التفكير جدياً في المستقبل لإنشاء ملاجئ في كافة المحافظات مخصصة لأي من الحالات الطارئة.