لكل السوريين

محافظة درعا معاناة طلاب الجامعة مستمرة.. والحلول غائبة

يعاني طلاب فرع درعا التابع لجامعة دمشق من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعصف بأهالي المحافظة عموماً، إضافة إلى ازدحام الطلاب في قاعات المباني البديلة عن مقرّ الجامعة في بلدة المزيريب غربي درعا الذي خرج عن الخدمة منتصف عام 2013، بعد عامين على تأسيسه، وتم نقل جميع طلاب الكليات فيه إلى مدينة درعا، وتخصيص عدد من الأبنية فيها لاستيعاب الطلاب، حيث خصصت أبنية المعهد التقاني للعلوم المالية في البانوراما لطلاب كليات الاقتصاد والحقوق، إضافة إلى المكاتب الإدارية التي تتبع لكليّة الآداب والطب البيطري، بينما يداوم طلاب كلية الآداب في المعهد الفندقي بالمدينة.

وحسب إحدى الطالبات بكلية التربية فالقاعات ضيقة جداً، ويحضر نصف الطلاب محاضراتهم وقوفاً، ويقدم عدد كبير منهم الامتحانات بالممرات بسبب ضيق المكان وكثرة أعدادهم.

ومع تزايد أعداد الطلاب عاماً بعد عام أصبحت المباني الجديدة، غير قادرة  على استيعاب أعدادهم الكبيرة.

كما زادت من معاناة طلاب الجامعة أزمة المواصلات التي أصبحت معضلة حقيقية لهم، وتسببت بتوقف بعضهم عن متابعة دراسته.

أزمة المواصلات

تصاعدت معاناة طلاب الجامعة بسبب مشكلة المواصلات التي تفاقمت إلى حد كبير مع أزمة المحروقات المتصاعدة التي تعيشها محافظة درعا، إضافة إلى استغلال بعض سائقي السرافيس لظروف الطلاب وتقاضيهم أضعاف الأجور المقررة لهم.

ويختصر طالب جامعي من مدينة داعل هذه المعاناة حيث يقول “ندفع أجرة السرفيس إلى مدينة درعا 2500 ليرة، وعند انتهاء الامتحانات لا نجد السرافيس لنعود إلى منازلنا”.

ويشير إلى أن أصحاب السرافيس يذهبون صباحاً إلى درعا لتعبئة مخصصاتهم من المازوت المدعوم، ويعودون لبيع المخصصات لأصحاب البسطات، ويذهبون إلى منازلهم “مما يجعلنا نضطر إلى العودة إما بالتكسي بأجور مرتفعة جداً تصل إلى أكثر من 15 ألف ليرة، وأحياناً نضطر للعودة بسيارات الخضرة”.

وأشارت طالبة من الريف الغربي بالمحافظة إلى أنها لا تداوم في جامعة درعا بسبب أزمة المواصلات وارتفاع أجورها، بل تذهب إليها خلال فترة الامتحانات فقط.

وذكرت أن آخر امتحان كلفها 14 ألف ليرة للعودة إلى منزلها بسبب عدم توفر وسائل النقل، مما اضطرها مع زميلاتها للركوب بأحد السرافيس المتواجدة، والذهاب لإحدى البلدات القريبة من بلدها، ثم قاموا باستئجار تكسي، وقد أخذ السائق أربعين ألف ليرة رغم من أن المسافة لا تتعدى الخمسة كيلومترات.

وقالت “عندي تسعة امتحانات، معنى ذلك أنّي احتاج لـ 126 ألف ليرة لأجور النقل فقط لأنهي الامتحان”، وأنهت قولها بعبارة مؤثرة “صارت مواصلات العلم أصعب من طلب العلم”.