لكل السوريين

ارتفاع أسعار الأسمدة يثقل كاهل مزارعين شمال حمص

حمص/ بسام الحمد

تفاجأ محمد محمود وهو اسم مستعار لمزارع من الرستن، بارتفاع أعار الأسمدة، إلى مستويات قياسية، حيث وصل سعر الكيس الواحد لأكثر من 150 ألف  (حوالي 25 دولاراً أمريكي)، في حين كان يشتريه سابقاً حوالي 15 دولار.

ارتفعت أسعار الأسمدة في الفترة الأخيرة بشكل كبير على المزارعين، بعد رفع الحكومة سعر طن سماد اليوريا لأكثر من مليونين ونصف، هذا الأمر وضع المزارعين في وضع حرج في ظل غلاء غالبية مستلزمات الزراعة.

محمد الذي زرع 50دونماً من أرضه وجد نفسه عاجزاً عن إتمام الزراعة بسبب ارتفاع تكاليف الحراثة والمحروقات وقلتها، وأسعار البذور، ودخل إلى قلب الرجل الندم بسبب ذلك وبات يفكر بالتراجع عن الزراعة والبحث عن عمل آخر.

لكنه لن يجد عمل آخر بسبب قلة فرص العمل، ويقول إنه سيبيع أرضه، بعد الارتفاع الكبير للسماد ويصف الأمر بمحاربة الحكومة للمزارعين.

ويجد المزارع نفسه مضطراً لتخفيض كميات السماد لمزروعاته، على الرغم أنها تحتاج لكميات كبيرة من السماد، فقد اعتاد أن يرش للدونم الواحد كيساً من السماد لتعطيه إنتاجاً مقبولاً.

ولا يستطيع المزارع الاستدانة من التجار بسبب حساب السماد على الدولار الأمريكي بينما يبيع محصوله بالليرة السورية، وهذا يشكل فارقاً كبيراً لديه، في ظل الانهيار المستمر لقيمة الليرة السورية، والتي تخطت حاجز ال 6 آلاف ليرة سورية.

يرى “محمود”، أن الزراعة باتت مكلفة، بعد ارتفاع السماد ارتفعت الأدوية أيضاً كما أنهم يعانون من قلة المحروقات، لكنه كان قد اشترى المحروقات في وقت سابق، لذا فهو يرى أن غلاء الأسمدة هو ما كسر ظهر المزارع.

وتشتهر الرستن بزراعة المحاصيل الاستراتيجية، بالإضافة للبقوليات والقطن والشوندر السكري، نتيجة خصوبة تربتها، كما يُزرع فيها الرز لوفرة مياهها، وخلال الفترة الماضية اقتصرت زراعتها على القمح والشعير، وكما توقفت فيها الزراعة لسنوات طوال نتيجة الحرب.

ويرتبط سعر الأسمدة بالدولار الأمريكي بسبب تصديرها للخارج، كما أن انهيار قيمية الليرة السورية هو ما سبب بزيادة أسعارها.

أثار قرار زيادة أسعار السماد استياء المزارعين، بسبب قلة قدرتهم على زراعة أرضيهم حيث الغلاء ضرب جميع جوانب الحياة، وتعتبر الأسمدة ضرورية لتوفير إنتاجية جيدة.