لكل السوريين

لصعوبات اقتصادية.. سكان حماة يقايضون السلع بالبضائع

حماة/ جمانة خالد

اضطر عبد الفتاح، 63عاماً، وهو موظف متقاعد ويعيش مع زوجته في حماة، لمبادلة أسطوانة الغاز بـ 20 لتر مازوت. ويقول “رغم أزمة الغاز وتأخر الرسائل، إلا أن جرة الغاز تكفينا أكثر من خمسة أشهر، مع استخدام الطباخ الكهربائي”.

ولذلك قام عبد الفتاح بمبادلة أسطوانته بـ 20 لتر مازوت دون دفع أي فارق بين سعر المادتين، إذ يبلغ سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء نحو 150 ألف ليرة، وكذلك 20 لتر مازوت تباع بنفس السعر.

ويحاول الرجل الستيني تأمين مازوت الشتاء للتدفئة بوقت مبكر وبأية وسيلة خصوصاً في ظل تأخر توزيع مازوت التدفئة.

وعادت ظاهرة المقايضة بين البضائع والسلع للظهور من جديد نتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها سكان حماة وغيرها من المدن السورية، حيث يلجأ  البعض إلى مقايضة أسطوانة غاز بـ “بيدون مازوت”، وهناك من يقايض البنزين (المباع على البطاقة الذكية) بمادة المازوت.

كذلك، قرر مبادلة بنزين سيارته المدعوم مرة واحدة شهرياً 25 لتر وثمنها 62500 ليرة مع شخص آخر لديه مازوت بسعر مدعوم كما قال، ويضيف، “حصلت على 20 لتر مازوت مقابل 25 لتر بنزين ودفع 37500 ليرة زيادة”.

وكانت وزارة التجارة الداخلية، رفعت في شهر آب الفائت سعر البنزين المدعوم بنسبة تجاوزت 130%، إذ أصبح سعر لتر البنزين 90 أوكتان “المدعوم” 2500 ليرة، وسعر البنزين 95 أوكتان غير المدعوم 4500 ليرة للتر الواحد، بينما المازوت غير المدعوم فيباع بـ 2500 ليرة، والمدعوم بـ 500 ليرة، والمازوت الصناعي بـ 1700 ليرة.

ويواجه سكان حماة صعوبات في توفير مادة مازوت التدفئة ما دفعهم لاتباع أساليب المقايضة بمواد أخرى مع دفع مبالغ إضافية لتأمين مادة المازوت الذي تجاوز سعره في السوق السوداء الـ 7500 ليرة لكل لتر.

والمقايضة أسلوب تجاري قديم استخدم قبل ظهور النقود، ويقوم على تبادل السلع والخدمات من دون استخدام المال وتتم بين طرفين أو أكثر في بعض الأحيان. وفي الحالة السورية بدأت تنتشر المقايضة بين السوريين من خلال مبادلة مادة بأخرى مع أو بدون دفع الفارق السعري حسب السعر في السوق.

ولا تقتصر عملية المقايضة على مواد كـ “المازوت والبنزين والغاز”، إنما لجأ بعض مزارعي المساحات الصغيرة إلى سياسة المقايضة توفيراً للمال وتجنباً لخسارة تكاليف الإنتاج.

حيث قرر إسماعيل من سكان بلدة حربنفسة مقايضة كميات من منتجاته من البازلاء والباذنجان مع مزارع آخر لديه إنتاج من الفول والملوخية، ويقول “عندما قررت بيع منتجاتي في سوق الهال والبالغة نحو 200 كيلو، بلغت كلفة تحميلها ونقلها ثلاثة أضعاف سعرها”.

وتنتشر اليوم بين مزارعي المساحات الصغيرة عملية المقايضة بين المنتجات خصوصاً ما يصلح منها للمؤونة بدلاً من شرائها بسعر مرتفع من قبل بعض المزارعين ودفع تكاليف مرتفعة لنقل منتجاتهم إلى سوق الهال.