لكل السوريين

ظاهرة انتحار اليافعين تتفاقم في محافظة درعا

تفاقمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تشهدها محافظة درعا خلال السنتين الماضيتين، وأدت إلى انسداد أُفق المستقبل أمام جيل الشباب.

ودفع سوء الأحوال المعيشية وتفشي طاهرة البطالة في المحافظة بعض الشباب فيها إلى سلوك طرق خاطئة مثل تعاطي الكحول والمخدرات، مما انعكس سلباً على نفسيتهم وأدى إلى تزايد حالات الاكتئاب التي انتهى بعضها بالانتحار.

وساهم الوضع الاقتصادي المزري في معظم مدنها وبلداتها وقراها بتأزيم الوضع النفسي لدى الشباب واليافعين ودفع بالكثير منهم لوضع حد لحياتهم.

ويرى محللون نفسيون أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وحالة الفلتان الأمني زادت من  حالات التفكك الأسري، وتسببت بضعف رقابة الأهل على أولادهم مما ساهم بتفاقم الأزمة.

ويطالبون بالتركيز على نشر الوعي بين الشباب لإبعادهم عن تعاطي الكحول والمخدرات، والبحث عن طرق لتخفيف حدة ضغوطهم النفسية وحثهم على اللجوء إلى المختصين في هذا المجال قبل تفاقم حالتهم النفسية ووصولهم لمرحلة التخلص من حياتهم.

ومن الملفت أن معظم حالات الانتحار التي وقعت في المحافظة مؤخراً كانت من اليافعين.

ظاهرة دخيلة

ظاهرة الانتحار دخيلة على المجتمع الحوراني وإن وقعت حالات قليلة في محافظة درعا، ولكن الوضع الاقتصادي السيء وتفشي ظاهرة البطالة وحالة الفلتان الأمني غيّرت الوضع فيها، وتسببت بإصابة معظم شبابها بحالات اكتئاب جعلتهم يقدمون على الانتحار، أو يفكرون فيه، وساهمت في إيجاد أهم أسبابه.

ومع أن معظم السوريين يعانون من ضغوط نفسية متفاوتة بسبب تداعيات الأزمة المتصاعدة، يشير الأخصائيون النفسيون إلى أن حالات الاكتئاب كانت تقتصر على مرحلة الكهولة سابقاً، ولكنها وصلت في هذه الفترة إلى اليافعين والأطفال، وتسبب بوقوع حالات انتحار بينهم.

وكان آخر هذه الحالات منذ أيام لفتاة في التاسعة عشرة من عمرها بحي الكاشف في مدينة درعا، حيث ذكرت المصادر قيامها بقتل نفسها شنقاً، كما عثر على شاب في العشرينات من عمره مشنوقاً في منزله بمدينة طفس بالريف الغربي من المحافظة، وفي شهر أيار الماضي وجد يافع مشنوقاً في منزله بمدينة الصنمين، وآخر في بلدة محجة بريف المحافظة الشمالي.

يذكر أن امتناع الكثيرين عن مراجعة الأطباء النفسيين يساهم في تصاعد  ظاهرة الاكتئاب والانتحار بالمحافظة، حيث تنتشر فيها ثقافة الحرج من مراجعة الطبيب النفسي بشكل كبير.