لكل السوريين

تتجاوز راتب الموظف بثلاثة أضعاف.. شبان في اللاذقية يعتمدون على البخشيش والإكرامية في الكازيات والكافيتريات

اللاذقية/ سلاف العلي

يتعرض عمال المطاعم والمقاهي ومحطات الوقود في مدينة جبلة إلى صعوبات عديدة في أعمالهم وطول ساعات عملهم، وخاصة اثناء مواسم السياحة، لأنهم بعد انتهاء الموسم يتم الاستغناء التدريجي عنهم.

وللاطلاع على أوضاعهم بشكل عام كانت لصحيفتنا عدة لقاءات مع عدد من الشباب الذين يعملون في كافيتريات في أرياف مدينة اللاذقية، وبالتحديد في مدينة جبلة.

وقال غياث، وهو شاب يعمل في كافتيريا التينة المعروفة، “أعمل منذ خمس سنوات في الكافتيريا ولا يوجد أي راتب شهري ثابت أو كاف, وأثناء موسم الاصطياف يزداد الضغط علينا ويضطر صاحب الشغل إلى الاعتماد على بعض الشغيلة من طلاب المدارس, وهؤلاء لا يهمهم اذا في راتب شهري محدد أم لا، ويصبح لنا دخلنا اليومي والشهري على الإضافي وما يتكرم به علينا الناس أثناء خدمتنا لهم”.

ويضيف “أما أنا فأبقى إلى أواخر تشرين واعود إلى القهوة حسب الجو والطقس أيام الشتوية, وأجري يعتمد على ما يتفضل به علي صاحب القهوة وبعض الزبائن الذي يجيئون إلى القهوة ليشربون قهوة أو شاي مع نفس أركيلة  ولا يجلسون لساعات طويلة”.

ويقول مقداد، يعمل في كافيتريا تعرف بقهوة الحجي، بريف جبلة أيضا، “أنا طالب ثالث ثانوي، اضطررت للعمل بالصيف في قهوة الحجي المعروفة، وذلك لتجميع مبلغا من المال ليسجل دورات في أيام المدرسة، وإنني اشتغلت براتب شهري قليل”.

ويكمل “اعتمدت على البخشيش وحصلت على مبالغ جيدة، وخاصة إنني كنت أعمل من الصباح حتى الساعة 12 ليلا, وأنام في القهوة ولا أذهب إلى البيت, لأن بيتنا في القرية وأجرة الذهاب والإياب أكثر من 4 آلاف ليرة يوميا بالسرفيس, فهكذا مبلغ خبأته لي, ولا أستطيع التأخر لو أردت العودة والنوم في المنزل”.

ويضيف “أفضل أوقات الشغل بالموسم هي المساء, لذلك كنت أشتغل بالليل وأنام بالقهوة, وكنت أتناول طعامي وشرابي على حساب القهوة, وكنت أحصل على أكثر ما يأخذه موظف بالشهر, وهذا سيساعدني في أيام المدرسة, وصاحب القهوة لا يتدخل بهذا الأمر، ولا يسألنا إلا عن الشغل وتقديم الخدمات للزبائن بشكل جيد”.

ويتابع “نحن لا يمكن أن نزعج الزبون لأننا نراهن على إكراميته, نحن الشغيلة بالأساس, نرضى بأجر غير كاف، لأننا نتأمل بالبخشيش, حتى إننا نعمل بدون أي تأمين وغير مسجلين بالتأمينات، ولا نعرف كيف تمشي هكذا أمور بين صاحب الشغل وموظف التأمينات، كل شيء غلط يمشي ولا نعرف كيف, المهم أن تمشي أمورنا”.

ولا يختلف الحال كثير بين من يعمل في الكافيتريات أو الكازيات، فالكل يعتمد على البخشيش أو الإكرامية، بحسب اللهجة العامية، وهذا ما أكده غسان، وهو شاب يعمل على فرد مازوت في كازية بريف جبلة أيضا.

ويقول غسان، “الأيام الأسود تكون بيضاء علينا، ونحصل مبالغ كويسة, لأن زبائن الأسود دسميين, وأنا أعمل منذ سنوات بالكازية وغير مسجل بالتأمينات ولا أشتكي ولا أطلب, أموري ماشية وكويسة وأحسن من راتب 3 موظفين، وأحيانا أكثر من ستة, وإذا جاؤوا التأمينات  نهرب من الوجه بناء على طلب صاحب الكازية, وتعودنا على هذا الأسلوب, وأحيانا يزيد للزبون عدة ليترات يعطيني إياه كرما منه, والعقد بيني وبين صاحب الكازية حبر على ورق، إذا اضطر سيبرزه للتأمينات وبالأجر اللي حاططه، ولا يتجاوز المئة ألف لكنه مخبأ في الدروج”.

ونشير أخيرا إلى غياب الإحصائيات الخاصة بهذه الفئة من العمال، إضافة لغياب تأمينهم الاجتماعي، فالعامل بهذه الحالة يكون غير مسجل تأمينيا ضمن استمارة العمل، بالتالي حتى الحد الأدنى من الأصول التأمينية التي من الممكن أن تدرج تحت ما يسمى إصابة العمل يحرمون منها.