لكل السوريين

رغم أضراره.. حمويون يشترون الحطب لمواجهة الشتاء

حماة/ جمانة خالد

قرر محمد أن يشتري الحطب هذا العام لتدفئة عائلته بعدما عانى من شتاء قاس العام الماضي نتيجة قلة المحروقات وانعدامها، واتجه محمد وغيره كثر من سكان سلمية لشراء الحطب بدلاً من المازوت.

وأقدم مواطنون من مدينة سلمية شرقي حماة، على شراء الحطب من المحال النظامية استعداداً للشتاء، لكون الـ50 ليتراً من مازوت التدفئة إذا حصلوا عليها بموجب البطاقة الذكية، فلن تكفيهم سوى لأيام معدودة، وقد يطول انتظارهم ولا يحصلون عليها. وأوضحوا أن سعر الطن بين 600 – 900 ألف ليرة بحسب نوعه، وذكر أغلبهم أنهم اشتروا نصف طن ليستعينوا به على الشتاء.

وامتنع عدد من الباعة عن ذكر مصدر الحطب الذي يبيعونه للمواطنين بحماة ومناطقها، ولكنهم بيَّنوا أن محالهم نظامية ومرخصة لبيع الحطب وقد ثبتوا رخصها على جدرانها وأوضح بعضهم أن سوق الحطب في هذه الأيام يشبه البورصة، نتيجة الطلب الشديد على أنواعه.

ويصل سعر الطن الجاف تماماً والنخب الأول من الحطب، إلى سقف الـ 900 ألف ليرة، والأقل جودة من 700 نزولاً إلى 300 ألف ليرة! وذكر بعض الباعة أن سعر الطن الجيد ارتفع في هذا العام نحو 400 ألف ليرة عن العام الفائت.

وكثرت خلال العام الراهن التعديات على الحراج في مناطق محافظة حماة الحراجية، بأيدي شبكات منظمة من تجار الحطب والمشتغلين بالتفحيم، للمتاجرة بها وبيعها للمواطنين ليستخدموها بالتدفئة في الشتاء.

وتكثر في هذه الأيام الاعتداءات على الأشجار حتى الناهضة بأرصفة المدن، من قبل العديد من المواطنين لاستخدام جذوعها وأغصانها التدفئة بالموسم الشتوي، نتيجة التأخر بتوزيع مازوت التدفئة وعدم قدرة معظمهم على شراء المازوت بسعر التكلفة، أو من السوق السوداء لتخزينه للشتاء أيضاً.

وتلاحق الجهات المعنية تجار الحطب في المدينة بسبب الأضرار الكبيرة للثروة الحرجية، وبحسب مجلس مدينة السلمية أنهم نظموا عدة ضبوط بحق المخالفين الذين قطعوا أشجاراً ضمن شوارع المدينة.

في حين نظمت الضابطة الحراجية 221 ضبطاً من بداية العام حتى شهر أيلول الماضي، منها 127 ضبطاً لمخالفات قطع وتشويه, و4 لكسر مناطق حراجية في كل من مصياف وحماة وسلمية، و3 للرعي الجائر و32 ضبطاً بمصادرة أحطاب مختلفة معدة للبيع بشكل مخالف، و52 ضبطاً للتفحيم، والبقية مخالفات متعددة.

وقال مصدر في حماية الثروة الحراجية في حماة، أنه تمت مصادرة سيارات محملة بأحطاب السنديان والزيتون منها 2300 كيلو من الزيتون، و300 كيلو من السنديان، إضافة إلى حجز دراجات نارية استخدمت لأغراض تقطيع الأشجار الحراجية وعشرات المناشر اليدوية والبلطات، ومناشر تعمل على البنزين كانت تستخدم لقطع الأشجار المعمرة. ‏

ولفت إلى أن الضابطة الحراجية مستمرة بجولاتها على المواقع الحراجية، لقمع التعديات عليها ولاسيما مع قدوم فصل الشتاء وازدياد عمليات التعدي.

ومنذ بداية العام الجاري، نظمت الضابطة العدلية نحو 400 ضبط، وصادرت نحو 29 سيارة كانت محملة بمواد حراجية مهربة. ومنها نحو 58 طناً من الأشجار العريضات الأوراق والكينا، ونحو نصف طن من نشارة الخشب، و1050 كيلو من الغار و460 كيلو من الفحم الحراجي.

في ظل ذلك يحتار المواطن بين كارثة قطع الحطب والأشجار، وبين حماية أطفاله وعائلته من البرد، في وقت دخل في الشتاء فعلياً وهطلت الجمعة أمطارا غزيرية معلنة بداية البرد لخمسة أشهر أخرى.