لكل السوريين

عمل بعد الدوام.. طلبة جامعة تشرين يبحثون عن عمل إضافي لتأمين مصاريفهم، أين الدعم الحكومي؟

اللاذقية/ سلاف العلي

يعاني طلاب جامعة تشرين، في اللاذقية، من حالات إرهاق مزمنة، بالإضافة إلى مشاكل نفسية بسبب ضغوط العمل، والدراسة في الوقت ذاته، خاصة لطلبة الكليات العلمية، الذين يضطرون أحيانا إلى التغيب عن ساعاتهم العملية في مخابر الجامعة، مما يشكل عقبة أمام تخرج بعضهم في فصولهم المحددة.

معظم طلاب الجامعات من الشباب والشابات، يعملون في وظائف مختلفة ومتنوعة، حتى وإن كان بعيدا عن تخصصهم التعليمي، لكنه يمكّنهم من الاستمرار ومواصلة التعليم في مقاعدهم الجامعية.

كما ونتيجة للغلاء المعيشي المهول في سوريا، وسط تدني الرواتب والمداخيل، اتجه نسبة كبيرة من الجامعيين للعمل في أعمال تبدو غريبة على المجتمع السوري، مثل تنظيف البيوت، وانتشار ظاهرة المطابخ المنزلية، إلى جانب التسويق الإلكتروني والعمل من داخل المنزل، بغية إعالة أنفسهم وأسرهم، وتغيير واقعهم الاقتصادي الهش إلى مستويات تتناسب مع الواقع المعيشي العصيب الراهن، وتشير حقيقة توجه الشباب إلى هذا النوع من العمل، إلى انتشار غلاء المعيشة وعدم توفر فرص عمل مناسبة، فضلا عن غياب الدعم الحكومي لطلبة الجامعة.

ويرغب نسبة كبيرة من الطلاب في العمل أثناء دراستهم الجامعية؛ وذلك لعديد من الأسباب مثل تغطية جزء من تكاليف الدراسة والمصاريف الحياتية اليومية، ولكن ليس من السهل على المرء أن يحصل على وظيفة أو عمل.

وتزداد تكلفة كل شيء، بدءا من مصاريف المعيشة اليومية وليس انتهاء بتعليم الفرد. تم اتخاذ القرار بزيادة رسوم الخدمات الجامعية العامة، لطلاب التعليم المفتوح والتعليم الموازي، بنسبة تزيد 50%، خاصة لطلبة الموازي.

إن وضع معظم طلاب الجامعات من الشباب والشابات يزداد سوءا، حيث يعمل غالبيتهم في وظائف مختلفة ومتنوعة، حتى وإن كان بعيدا عن تخصصهم التعليمي، لكنه يمكّنهم من الاستمرار ومواصلة التعليم في مقاعدهم الجامعية، واليوم بعد رفع رسوم الخدمات الجامعية وخاصة طلبة التعليم المفتوح والموازي، يزداد على عاتقهم تكلفة التعليم أكثر فأكثر.

تقول الطلبة بثينة سنة ثالثة هندسة معلوماتية صروف الطالب لوحده يهلك أهلنا، إضافة الى الرسوم التي ترتفع سنويا، ومع استمرار ارتفاع مصاريف التعليم الجامعي، بالتأكيد يقود بالطالب، إما إلى العمل بعد ساعات الدوام الجامعي، أو التوقف عن التعليم لسنتين والعمل حتى يتم تأمين نفقات التعليم كاملة, هذا ولم يقف رفع الأسعار عند السلع والمواد، بل طال أيضا رسوم الخدمات المقدمة من التعليم العالي كان آخرها رفع رسوم التسجيل لطلاب مرحلة الإجازة، وشمل الأمر طلبة دراسات التأهيل والتخصص في التعليم المفتوح.

يقول الطالب يزن طالب سنة رابعة هندسة مدنية، بحسب القرار الذي صدر حديثا، فإنه تم رفع رسوم التسجيل على التعليم الموازي في الجامعات لهذا العام بنسبة تجاوزت 50%، وقد حدد رسم التسجيل في كليات الهندسة وفروعها كافة وكليات الفنون الجميلة، والفنون الجميلة التطبيقية بـ 450 ألف ليرة.

ويضيف “أما بالنسبة لطلبة التعليم المفتوح، فإنه يستوفى رسم الخدمات الجامعية من طلاب درجة الإجازة المسجلين في نظام التعليم المفتوح (المستجدين والقدامى) بحيث يتم تقاضي مبلغ 10 آلاف ليرة عن كل مقرر يقدمه الطالب لأول مرة، و15 ألف ليرة عن كل مقرر يقدمه الطالب للمرة الثانية، و20 ألفا عن كل مقرر يقدمه الطالب للمرة الثالثة فأكثر، و35 ألفا عن كل مقرر للطالب المذكور في المادة 6 من هذا القرار الطلبة المستنفدين، و150 دولارا أميركيا عن كل مقرر للطلاب العرب والأجانب”.

جلال أحد طلاب التعليم المفتوح في كلية الاعلام بجامعة تشرين، يقول “أعمل في مكتبة الجامعة بشكل يومي لمدة تصل إلى عشر ساعات يوميا ما عدا يومي الجمعة والسبت؛ الذي يكون دوام طلاب المفتوح، فبدون العمل لا أستطيع تأمين مصاريف ومستلزمات تعليمي، ومع ارتفاع الرسوم الدراسية”.

ويكمل “بصراحة هذا يثقل كاهلي ويزيد من أعبائي، حيث سيكون على حساب مصروف معيشتي، وحتما سأضطر إلى تقنين مصروفي حتى أتمكن تعويضها برسوم الجامعة, معظم الطلاب، اليوم يعملون أثناء دراستهم الجامعية؛ بغية تغطية جزء من تكاليف الدراسة والمصاريف الحياتية اليومية، على الرغم من أنه من الصعب العثور على وظيفة أو عمل يليق بظروف الطلاب الجامعيين”.

بالعودة إلى قرار وزارة التعليم العلي، يحدد رسم المقرر للطلاب المحكومين من نزلاء السجون والطلاب الملتحقين بخدمة العلم الإلزامية والاحتياطية والمتطوعين في الجيش والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي، المسجلين في نظام التعليم المفتوح بنسبة 50 بالمئة من رسم المقرر المحدد في المادة /2/ من هذا القرار.