لكل السوريين

استمرار التعرف على جثث القتلى المهاجرين في قارب الموت على ساحل طرطوس

طرطوس/ ا ـ ن

مازالت رواية قارب الموت الذي غرق قبالة السواحل السورية في طرطوس الذي كان ينقل مهاجرين غير نظاميين كانوا يرغبون بالسفر من لبنان حتى إيطاليا.

يذكر أن السوريين لم يكونوا خلال أيلول ضحايا الموت فقط بل ما زاد الألم قساوة هو الأزمة الاقتصادية التي وصلت لذروة غير مسبوقة في أيلول الحالي من ناحية غلاء اسعار المواد الغذائية والأدوية والمحروقات عدا عن أزمات الغاز والكهرباء، والكارثة الكبيرة في التنقل والحركة.

واستنادا الى معلومات طبية وجنائية سورية في طرطوس، فان عدد الجثث التي تم انتشالها من ضحايا المركب اللبناني وصل إلى 100 جثة حتى صباح الثلاثاء 27 أيلول، وان عدد جثث الذكور التي تم انتشالها وصل إلى 44 جثة، والإناث 31 جثة، بالإضافة إلى 14 جثة طفل و11 طفلة، وانه تم تسليم 72 جثة لذويها منها 42 جثة من الجنسية السورية، و25 جثة من الجنسية اللبنانية، ومازالت عملية التعرف على الجثث التي تم انتشالها جارية من قبل ذويها، وذلك بإشراف الطبابة الشرعية والأمن الجنائي والنيابة العامة.

وعن آلية عمل الطب الشرعي مع جثامين ضحايا غرق القارب، فقد تم التوضيح، بانه يتم أولا تحديد الجنس عند فتح كيس الجثث، ويتم ترقيم الجثمان بكود خاص، وذلك على المعصم الأيمن والتقاط صور لكامل الجثة من قبل عناصر الأدلة المرافقين, إضافة لذلك يتم وصف الملابس والبحث عن كل المقتنيات من سوار أو ساعة أو خاتم أو غير ذلك, وتتم تعرية الجثة والبحث عن أي علامة فارقة مثل الشامات والوشوم وآثار ندب العمليات الجراحية وغيرها، و يتم فحص الأسنان بدقة وكذلك الفك العلوي و السفلي, ويتم تدوين كل الملاحظات على الكشف وإجراء صور فوتوغرافية لكل جثمان بالكود الخاص به، ويتم بعد ذلك أخذ عينة من الجلد والشعر، وتحفظ بعبوة موجود عليها رقم كود الجثمان المطابق, وتسلم وتحفظ المقتنيات برقم كود مطابق، ومن ثم يتم تحديد سبب الوفاة وزمن الوفاة، وتودع في كيس جثث خاص عليه رقم كود الجثة، ومطابق لسوار المعصم ويدون بعدة زوايا، ويتم نقله إلى صالة التبريد لتحفظ بأفضل صورة قدر الإمكان.

يذكر ان جثامين الغارقين في اليوم الأول والثاني كانت محافظة على ملامحها وصفاتها الجسدية من شعر ووجه وغير ذلك مع تغير طفيف جدا، ويتم العمل بكل دقة وأكاديمية ومهنية، وفي اليوم الثالث كانت الجثث قليلة العدد والتغيرات الرمية كبيرة وبدون وجود تحلل، أما يوم الثلاثاء كانت بعض الجثث متحللة في الوجه فقط، والإمكانية كبيرة للتعرف من الأسنان والعلامات الفارقة واللباس والمقتنيات.

يشار إلى أنه تم انتشال جثة رجل خمسيني بواسطة الزورق (31) التابع للموانئ البحرية في عرض البحر مقابل مدينة جبلة في ريف اللاذقية مساء الثلاثاء 27 أيلول، ليصبح العدد الكلي لضحايا المركب 101 جثة و20 ناجٍ.