لكل السوريين

النوادي الليلية.. إزعاجات للسكان وترسيخ الانحلال الأخلاقي في حماة

حماة/ جمانة خالد

حماة، مدينة أبي الفداء، التي تتميز بطابعها المحافظ منذ قرون، تتعرض إلى حملة لطمس معالمها وعاداتها الأساسية والمتوارثة من خلال تغيير ديموغرافي وإثني، بإرساء مظاهر انحلال أخلاقي يجعل الناظر يبتعد بحماة عن بيئتها المحافظة.

فمع قرب دخول فصل الربيع تم افتتاح الكثير من البارات والملاهي الليلية في المدينة، سيما في أحياء القصور ودوار القصاباشي والشريعة التي افتًتح فيها أكثر من 25 ملهى ليلي.

ويستعين أصحاب الملاهي بفتيات من خارج مدينة حماة، وعمد إلى إلباسهن الحجاب مع زيّ فاحش بشكل مقصود، وأعطى لهن حرية الانتشار في المتنزهات العامة بصحبة شبان، وما أن يحل الظلام حتى ينتشر هؤلاء في البارات والملاهي.

يقول أحد سكان حماة إن الهدف الأساسي من إظهار الفتيات “المحجبات” وهنّ يرتدن تلك الأماكن هو إيهام الرأي العام بأن الشعب السوري يشعر بالسعادة والأمان وحرية التصرف.

وفي تأويل أبعد من الراهن، رأى عضو في مجلس حماة أن السبب من وراء تلك الأفعال وازدياد عدد الملاهي، هو عمل البعض على تغيير ديموغرافي حقيقي لمدينة حماة وطمس هويتها الإسلامية، واستجلاب عناصر طائفية مع عائلاتهم لاستيطان المدينة، منتهجاً بذلك سياسة إيران في دمشق، حيث وطّنت إيرانيين (ولا زالت) في عدد من الأحياء وصاروا يتمتعون بالجنسية السورية ويحتلون شوارع دمشق وحاضرها في غياب أهلها المهجرين.

وناشد ناشطون أهالي حماة “الأصيلة” بالتمترس في المدينة وتحمل كل المضايقات والأعمال الاستفزازية التي تهدف لتهجيرهم، مؤكداً أن عصر الظلام والظلم لن يدوم.

ويشتكي سكان بالقرب من النوادي الليلة من الأصوات، وكثيرة السكرانين، ما يعرضهم للمزيد من الخطر، بالإضافة كثرة إطلاق النيران، وكثرة الأسلحة التي يحملها مرتادوا تلك النوادي.

يقول صابر اسماعيل وهو اسم مستعار لرجل يقطن بجانب ملهى ليلي، أنه بدأ من فترة بالبحث عمن يشتري بيته، ويضيف أن لديه أطفال يافعين يخاف عليهم من تلك الأجواء والمناظر التي يراها كل يوم، بالإضافة للموسيقى الصاخبة لأوقات متأخرة من الليل.

وانتشرت في أحياء مدينة حماة النوادي الليلة وجميع أنواع الحبوب والمخدرات، التي لم تعهدها حماة سابقًا، وهذه النوادٍ الليلية وسط الأحياء السكنية تعمل بداخلها فتيات من السلمية بريف حماة وأُخريات من الساحل السوري.

ومن خلال هذه النوادي التي يرتادها الشباب، كانت انطلاقة الترويج للحبوب المخدرة المنتشرة بكثرة في المناطق السكنية الشعبية بين الشبان.

وتعتبر كافتريات الخدمة النسائية أو النوادي والملاهي الليلة ذات تكلفة عالية من ناحية الشراب والطعام، وقد تصل الفاتورة الواحدة لشخصين 200 ألف ل.س، بينما تصل إلى 300 ألف ل.س، عند تناول وجبة ، كما أنها قد تبلغ 350 ألف ل.س إذا تمّ طلب مشروبات روحية.

وعلى الرغم من تحديد عمل هذه النوادي بساعات عمل من قبل وزارة السياحة، إلا أنهم لا يلتزمون بها، ويرى كثيرون أن هذا القرار جاء فقط لرفع التسعيرة، ومن يملكون هذه النوادي لا يخضعون لقانون.