لكل السوريين

المازوت بين ارتفاع سعره وضغط الحاجة يضاعف أزمة الساحل

اللاذقية/ سلاف العلي

ستبقى أزمة المازوت في مدن وقرى الساحل السوري، أحد أبرز الأزمات التي يعاني منها المواطنون، فالمازوت يستخدم في مجالات مختلفة، كوقود للآليات، وكوقود للمعامل والورشات وغير ذلك، ونتيجة لقلة هذه المادة ازداد الطلب مؤخرا على المازوت في السوق السوداء ليرتفع سعره مجددا بعد ارتفاعات متتالية، لا زال أحد أهم أسباب معظم الأزمات. وان الانقطاع المستمر بإمدادات المحروقات وخاصة المازوت، أدى الى ارتفاع أسعارها في السوق السوداء،

لقد قامت الحكومة السورية برفع أسعار مادتي البنزين والمازوت، غير المدعومين، في أيار الماضي، مبررة ذلك بإن ارتفاع أسعار النفط ارتفاع عالمي، وان رفع سعر المازوت الصناعي إلى 2500 ليرة سورية، ستفقد المنتجات الصناعية في الساحل السوري القدرة على المنافسة السعرية، وإلى تراجع التصدير، عدا عن ان قرار رفع سعر المازوت بنسبة 47 بالمئة، سيؤدي مباشرة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بذات النسبة وهذا سيضاف على سعر المنتج.

ارتفع سعر ليتر المازوت في السوق السوداء ليصل إلى ثمانية آلاف ليرة وذلك تزامنا مع ارتفاع الطلب عليه لدى بعض الفعاليات التي تسعى لتأمين احتياجاتها من المادة، بعد بدء العمل على تتبع الآليات في الساحل، إضافة لتأخر توزيع الدفعة الأولى من مخصصات المستهلكين من مادة مازوت التدفئة، نتيجة تأخر وصول التوريدات، وأن تأخر محروقات في تزويد المستهلكين بمادة المازوت المنزلي المفترض مع بداية شهر آب أدى إلى قلة في المادة يضاف له تحكم مَن يملكون المادة في سعرها، نتيجة قلة المعروض منها.

كما أوضح عدد من أصحاب ورش الخياطة، وورش الحدادة الفرنجية وورش النجارة, في بانياس وجبلة, أنهم مجبرون على تأمين احتياجاتهم من السوق السوداء لكونهم ورشا غير مرخصة ولا مخصصات لهم، وبين أصحاب المطاعم الصغيرة  أن تشغيل مولدة كبيرة الحجم يحتاج إلى مادة المازوت يوميا ,ما يضطرهم لتأمينها من السوق السوداء والمخصصات لا يمكن الحصول عليها بسهولة.

أصحاب بعض المدارس الخاصة, في طرطوس واللاذقية,  أشاروا إلى أن مخصصاتهم الشهرية تصل إلى 4 آلاف ليتر في الشهر لكنهم لا يحصلون عليها من الشركة الموزعة على الرغم من تقديمهم طلبات لذلك، وبين العديد منهم أن مدراسهم لم تتلق مخصصاتها منذ شهر شباط لذلك فهم مضطرون لشراء المازوت بسعر السوق السوداء بسبعة او بثمانية آلاف ليرة، وسيضاف ذلك على أقساط الطلاب.

وعلى مستوى المواصلات، لا تزال السرافيس لا تعمل في اكثرية مناطق الساحل  يوم السبت حتى الآن، بسبب النقص في مادة المازوت، حيث لم يتم تعديل أو رفع عدد طلبات المازوت المخصصة لوسائط النقل العامة السرافيس , علما أن الكميات الإجمالية المخصصة يوميا انخفضت إلى حدود الـ18 طلب، وتتم إدارة هذه الكميات من قِبل المعنيين في المحافظتين, وأن نسبة تخفيض مادة المازوت في المحافظتين, تصل إلى 35%، حيث أن عدد الطلبات اليومية أصبح 17 طلبا، بتخفيض150 ألف ليتر يوميا، بما فيها قطاع النقل، ومختلف القطاعات ما عدا المخابز والمشافي.

لقد تم اتخاذ القرار بعدم تزويد السرافيس بالمادة يوم السبت إضافة إلى الجمعة، بدلا من تخفيض النسبة، أو الكميات بشكل يومي، معتبرين أن هذا التوجه أفضل، لاسيما أنه يشهد يوم عطلة رسمية، لتبقى الكميات اليومية على مدار الأسبوع كما هي بمعدل 30 ليترا كل يوم للسرفيس 11 راكب، و40 ليترا لل 20 راكب، حيث أن السرافيس تحصل على مخصصاتها مساء السبت لينقطع تزويدها من المادة مساء الخميس.

وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية، رفعت أسعار مادتي البنزين والمازوت، في 17أيار الماضي، وحددت سعر مادة البنزين (أوكتان 90) الجديد، هو 3500 ليرة سورية للتر الواحد، بعد أن كان بـ2500، في حين ارتفع سعر البنزين (أوكتان 95) من 3500 إلى 4000 ليرة, أما سعر مادة المازوت الصناعي والتجاري فارتفع  من 1700 إلى 2500 ليرة للتر الواحد.