لكل السوريين

الحراك الثقافي في الرقة إلى أين؟

بقلم/ الباحث محمد عزو

خمول ثقافي متلبس في مسبباته، وهو أشبه بالزئبق كلما حاولنا الإمساك بأطراف شليله، فمرة نراه يزوغ ومرة ينزلق. الحالة هي هكذا إذ نجد أن المؤسسة الثقافية الرسمية ضعيفة في حصادها، وليس لديها كادر ثقافي قادر على اختراق العقلية والذهنية صاحبة الرأي المهيمن، وثمة منتديات خاصة بعضها تلبس ثوب بلادة الهمود البالغة وثقيلة الظل، ويمكننا الاستدلال على ذلك من الأعداد الضئيلة للحضور ونوعية الأمسيات والموضوعات التي تطرح، وقد تميزت بضآلة أصبحت قاعدة عامة في مدينة عرفت بحراكها ونوعية نشاطاتها الثقافية عبر سنوات طويلة.

وهناك استثناء لافتاً للنظر شح الموضوعات الثقافية والأدبية والفنية في فسحات الحوار وفي أحاديث من يطلق عليهم اليوم الكتاب والمثقفين، فقد اغفرت الرقتان وجف نهرهما الساقي للفكر والأدب، ففي الندوات والامسيات وفي غيرهما تعاني الحركة الثقافية الرقاوية من ندرة اللقاءات الدورية التي عرفتها المؤسسات الثقافية الرقاوية فترة من الزمن لمناقشة كتاب أو عرض مسرحي جاد وليس كما نراه اليوم (كلا.. كلا.) ثم تبددت.

اليوم نعاني في حوراءنا من ملل صريح ونفور من الحديث عن ظاهرة الهمود الثقافي، وإعادة طرح الاجتهادات بشأن أسبابها. وقد تعود أسباب هذه الحالة إلى ثقل ظل الحياة السياسية العامة، وقد تكون أيضاً بسبب المثقفين أنفسهم على قلتهم، الأمل أن لا تكون فعاليتهم ونشاطاتهم  قد دخلت في سبات بسبب تقوض ممالك الأحلام التي بنوها.

لذلك على أدباء ومثقفون مدينة الرقة الواضحة إلى ضرورة بذل الجهد في سبيل خلق حراك ثقافي ذو وتيرة ابداعية دائمة لتنشيط الحركة  الأدبية في الرقة، بعد خمود طال ويطال كافة المؤسسات الثقافية الرسمية منها والخاصة، فكثيراً ما فقدنا الندوات والملتقيات الثقافية السنوية في معظم تلك المؤسسات الثقافية وأن كانت هناك بعض النشاطات ذات الصلة بالموضوع فهي كانت خجولة وذات مستوى غير محمود، من هنا يمكننا القول مرة ثانية أن الساحة داخلياً تعاني خمولاً أدبياً وثقافياً. وعلى الجهة ذات الصلة بأهمية مثل هذا الحراك تبنيها للملفات

الثقافية والقضايا الثقافية التي يعاني منها المثقف الرقي والعمل على تنشيط الجلسات الثقافية النقاشية الهادفة بشكل منتظم، وذلك في ظل تراجع الدور الثقافي في الرقة نتيجة الاضطرابات التي تعاني منها المؤسسة الثقافية الرسمية. وإن بقي الأمر خامداً ستبقى الظاهرة متلبسة.