لكل السوريين

قمة افتراضية بين الرئيسين الأميركي والصيني وتحذيرات متبادلة حول تايوان

تقرير/ محمد الصالح

 

في ظل تصاعد أجواء التوتر بين واشنطن وبكين على خلفية الوجود العسكري الأميركي في بحر جنوب الصين، وزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي المحتملة إلى تايوان، عقد الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ قمة افتراضية عبر اتصال هو الخامس من نوعه بين الزعيمين منذ تولي بايدن مهامه الرئاسية.

وقبل ساعات من هذه القمة التي استمرت لأكثر من ساعتين، طالبت وزارة الدفاع الصينية واشنطن بوقف الاستفزازات العسكرية، حيث دخلت حاملة طائرات أميركية بحر جنوب الصين، كجزء مما قال الأسطول السابع الأميركي إنها عملية مقررة في ظل تصاعد التوترات مع الصين بشأن الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب إلى تايوان.

واتفق بايدن ونظيره الصيني على التحضير لقمة حضورية تجمع بينهما، حسب مسؤول أميركي أكد أن الزعيمين “ناقشا أهمية عقد لقاء حضوري، واتفقا على أن تتابع أجهزتهما الموضوع لإيجاد الوقت المناسب للطرفين لذلك”.

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي قد قال في تصريحات سابقة للقمة إن الرئيس بايدن يريد بقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع الرئيس الصيني، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتم عرض قضايا تايوان وروسيا و”السلوك العدواني للصين في المحيطين الهندي والهادي”.

تحذيرات متبادلة

حذر الرئيس الصيني خلال القمة الافتراضية نظيره الأميركي من “اللعب بالنار” بشأن تايوان، وأفادت مصادر حكومية صينية بأن شي أبلغ بايدن بأن على الولايات المتحدة أن تلتزم “بمبدأ صين واحدة”، وشدد على أن الصين تعارض استقلال تايوان، وترفض تدخل القوى الخارجية في شؤون بلاده.

ونقلت وسائل الإعلام الصينية عن شي قوله لبايدن “من يلعبون بالنار سيحترقون بها، نأمل أن يدرك الجانب الأميركي ذلك بوضوح”.

وكان وزير الدفاع الصيني قد أعلن أن بلاده “ستقاتل حتى النهاية” لمنع استقلال الجزيرة، وأدت عمليات التوغل التي نفذتها الطائرات العسكرية الصينية في منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايوان إلى زيادة التوتر في الأشهر الأخيرة.

بينما قال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أخبر نظيره الصيني أن سياسة الولايات المتحدة بشأن تايوان لم تتغير، وأكد معارضة واشنطن لأي جهود أحادية لتغيير الوضع الراهن، وحذّر من تقويض السلام بمضيق تايوان.

وكان الرئيس الأمريكي قد قال خلال زيارته لليابان مؤخراً إن واشنطن ستدافع عن تايوان عسكرياً إذا تعرّضت لهجوم صيني.

أزمة بيلوسي

حذّرت بكين مراراً من تداعيات الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب الأميركي إلى تايوان، واعتبرتها استعراضاً كبيراً للدعم الأميركي للجزيرة، وأكدت أنها سترد عسكرياً في حال قامت نانسي بيلوسي بهذه الزيارة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية معارضة بلاده لزيارة بيلوسي إلى تايوان، وأملها في أن تلتزم واشنطن بعدم دعم استقلالها.

وأضاف أن الجيش الصيني مصمم على حماية البلاد وسيادة أراضيها في مواجهة أي تدخل أجنبي وأي خطط لاستقلال تايوان.

واعتبر أن الزيارة المرتقبة لتايوان، تنتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة، وبنود البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة.

وأضاف أن الزيارة إذا تمت، ستلحق ضرراً كبيراً بالعلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة وستؤدي إلى تفاقم الوضع في مضيق تايوان.

توتر مزمن

شهدت العلاقات بين الصين وتايوان توتراً منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها الحزب القومي على تايوان بالقوة، وأقامت جمهورية فيها بعد هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين.

ولم تعترف بكين باستقلال تايوان وترفض أية محاولات لسلخها عن الصين.

وبالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية، وتشكو من تكثيف المناورات العسكرية الصينية على مدى العامين الماضيين لمحاولة إجبارها على قبول سيادة بكين عليها.

وتعيش تحت تهديد دائم من إمكانية تعرّضها لغزو من الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها، وتتعهد باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.

ولمواجهة هذا التهديد أجرت تايوان مؤخراً محاكاة لعملية التصدي لهجمات بحرية صينية من خلال أكبر مناورات عسكرية سنوية حضرتها رئيسة البلاد على متن مدمّرة حربية.

وقالت تساي إنغ إن “التدريب الدقيق والصلب الذي قام به الجميع يظهر تصميم الجيش على حماية وطننا والدفاع عن بلدنا”.

وأفاد الجيش التايواني بأن الطائرات والسفن الحربية أطلقت مختلف أنواع الصواريخ الهادفة لاعتراض “مجموعة من سفن العدو”.

يذكر أن واشنطن لا تقيم علاقات رسمية مع تايوان وتتبع سياسة “صين واحدة”، وتعترف ببكين عاصمة لها، لكنها ملزمة بموجب قانون الولايات المتحدة بتزويد تايوان بوسائل الدفاع عن نفسها، وقد تزايد الضغط مؤخراً في الكونغرس لتقديم دعم أكثر وضوحا لها.