لكل السوريين

الألغام تفتك بالأرواح في درعا..والحلول غائبة

تشكّل الألغام الأرضية المنتشرة في مختلف أنحاء محافظة درعا خطراً كبيراً يهدد حياة سكانها، وقد باتت هذه الألغام واحدة من أسوأ المآسي التي يعاني منها الأهالي، وخاصة في المناطق الريفية، حيث تسببت بوقوع العديد من القتلى والإصابات الخطيرة خلال السنوات الماضية.

ومازالت مخلفات الحرب في مختلف مناطق المحافظة تفتك بحياة المواطنين وتسقط القتلى والجرحى من المدنيين، وتترك العديد من الإعاقات الجسدية.

وأوقعت هذه المتفجرات والألغام العديد من المصابين الذين باتوا يعيشون ظروفاً جسدية ونفسية بالغة الصعوبة، بعد أن تعرضوا لإصابات أفقدت معظمهم الحركة، وحرمتهم من العمل لتأمين لقمة العيش لأسرهم.

ومع أنه مر على انتهاء المعارك في المحافظة قرابة الأربع سنوات، لم تبذل خلالها جهود حقيقية للبحث عن هذه الألغام ونزعها أو إبطال مفعولها للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.

إضافة إلى عدم وجود أي تحذيرات للوقاية منها، وطرق التعامل معها، ومراكز خاصة لدعم وتأهيل المصابين، وتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لهم.

قتلى وإصابات بالجملة

منذ بداية العام قتل قرابة عشرين مواطناً ومواطنة من المدنيين جراء انفجار مخلفات الحرب في مناطق مختلفة في المحافظة، وأُصيب خمسون مدنياً بينهم تسعة من الأطفال.

وقبل أيام انفجر لغم أرضي في بلدة دير العدس بريف المحافظة الشمالي، أثناء مرور شاحنة تقل أكثر من أربعين عاملاً وعاملة أثناء عودتهم من عملهم في حصاد الأراضي الزراعية، وأسفر الانفجار عن أحد عشر قتيلاً وأكثر من ثلاثين مصاباً.

ووجدت وحدات الهندسة لغمين آخرين في المكان وتم تفجيرهما، إضافة إلى إزالة لغم مضاد للدبابات بالقرب منه.

وفي الثاني والعشرين من الشهر الماضي، انفجرت مادة من مخلفات الحرب في السهول الجنوبية في مدينة إنخل، ونتج عن ذلك إصابة ثلاثة أطفال بجروح، نقل أحدهم إلى مشفى مدينة الصنمين العسكري.

وفي السابع من شهر أيار الماضي أدى انفجار لغم في قرية الفقيع قرب مدينة إنخل، إلى مقتل طفلين وإصابة آخرين.

وفي منتصف شهر آذار الماضي عثر أطفال في إحدى بلدات ريف درعا الشرقي على قنبلة عنقودية أثناء قيامهم بجمع قطع من الحديد من ‏أجل بيعها، فقاموا بحملها مع ما جمعوه من قطع حديدية ‏إلى منزلهم، وأثناء قيام والدتهم بحمل تلك المواد بغرض تنظيف البيت، انفجرت القنبلة فيها، وبترت ساقها.

كما بترت قدم شخص وذراع آخر بانفجار لغم أرضي أثناء سيرهما في الأراضي الزراعية القريبة من بلدتهما.